للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بهم صلاة الصبح بالحديبية (أتدرون ماذا قال ربكم الليلة؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر … ) (١)، الحديث.

وحديث: (إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كالسلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: قال الحق وهو العلي الكبير … ) الحديث (٢).

وغيرها من الأحاديث الكثيرة التي علقت بعض ما يتكلم به الباري سبحانه بوقت معين، مما يدل دلالة واضحة على أن كلامه عز وجل متعلق بمشيئته وقدرته.

ومما يدل على ذلك ما جاء في الأحاديث من وصف الله بالسكوت كحديث: (ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو … ) (٣)، الحديث.

وحديث: (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها) (٤). فهذه الأحاديث تدل دلالة واضحة على أن كلام الله متعلق بمشيئته وإرادته عز وجل فإن شاء تكلم وإن شاء لم يتكلم.


(١) رواه البخاري كتاب الأذان، باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم (٨٤٦)، ومسلم، كتاب الإيمان (٧١).
(٢) رواه البخاري، كتاب التفسير، باب إلا من استرق السمع، (٤٧٠١)، وباب حتى إذا فزع عن قلوبهم، (٤٨٠٠).
(٣) رواه الحاكم في المستدرك (٣٤١٩) والدارقطني في سننه (٢٠٦٦) والبيهقي في السنن الكبرى (١٩٧٢٤) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٢٢٥٥).
(٤) رواه الدارقطني في السنن (٤٣٩٦) والطبراني في الأوسط (٨٩٣٨) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، ورواه غيرهما من حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (١٥٩٧).

<<  <   >  >>