للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خصومه وقام بإكرام الشيخ وتخييره في شأن خصومه، واستمر له الحكم حتى وفاته ٧٤١ هـ.

وختاماً أقول لكل من أراد أن يتعرف على شيخ الإسلام:

مهما قرأ القارئ في سيرة ابن تيمية وتراجم العلماء له، فلن يعرف حقيقة ابن تيمية حق المعرفة حتى يطلع على مؤلفاته، ويقرأ كتبه ورسائله ومصنفاته، ويبحر في أبحاثه ومسائله وكتابته

وعند ذلك سيجد شيئاً عجيباً، يعجز عن وصفه الواصف!

إن القارئ لكتبه ليقف حائراً مندهشاً، متعجباً منذهلاً من هذه الشخصية الفذة، أي عقل كانت تحمل؟! وبأي علم كانت تنطق وتكتب وتصنف؟!

قرأت في سيرته الكتب الكثيرة، فما تعجبت لشيء مما كُتِبَ عنه، تعجبي واستغرابي عند قراءة ما كَتَبَ وصنف!

إنه أعجوبة بحق .. إنه آية عظيمة من آيات الله!

وما أصدق ما قال فيه خصمه ابن الزملكاني -رحمه الله-:

ماذا يقولُ الواصفونَ له … وصِفاته جلَّتْ عن الحَصْرِ

هو حُجّةٌ لله قاهِرَةٌ … هُو بيننا أُعجوبةُ الدَّهْرِ

هو آيةٌ في الخَلْقِ ظاهِرَةٌ … أَنْوارها أرْبَتْ على الفَجْرِ (١)

* * *


(١) الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون (ص: ٢٥٢).

<<  <   >  >>