للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- في عام ١٩٢٥ أنشأ بنك مصر شركة مصر للتمثيل والسينما، وازدهرت صناعة السينما بعدها، وفي عام ١٩٣٣ م أرسلت شركة مصر للتمثيل والسينما أولى بعثاتها للخارج للدراسة في باريس وبرلين، وأنشأت هذه الشركة ستوديو مصر الذي افتتح عام ١٩٣٥ م، وعدوا ذلك أكبر منجز للسينما في مصر. (١) - عقب الحرب العالمية الثانية كان في مصر مئة شركة إنتاج سينمائي، ثم ازدهرت صناعة السينما في العقود اللاحقة وأنتجت مصر مئات الأفلام، وفي السنوات الأخيرة يزداد الإنتاج المصري للأفلام ففي عام ٢٠٠٦م أنتجت مصر أربعين فيلما، وأربعين أيضاً في عام ٢٠٠٧م، وزاد العدد في ٢٠٠٨م إلى ثلاثة وخمسين فيلما.

- يقول الناقد السينمائي الفرنسي كلود ميشيل: «إن علاقة مصر بالسينما تذكر كثيرا بعلاقتها بالتأثير الذي مارسته عليها التكنولوجيا المعاصرة، والإيديولوجيا والثقافة الأوربية» (٢) ثالثاً: السينما في السعودية:

ألف خالد ربيع السيد كتابا عن السينما في السعودية بعنوان «الفانوس السحري: قراءات في السينما» (٣) ذكر فيه أن السفارات الأجنبية في المملكة كانت أول من فتح أبوابها للسعوديين لمشاهدة السينما في السبعينيات الميلادية، وأنه كان من مرتادي السفارة النيجيرية والسفارة الإيطالية لمشاهدة الأفلام السينمائية التي تعرض فيها. وأنشئت دور عرض سينمائية في جدة باسم «باب شريف» وسينما «أبو صفية» في حي الهنداوية، وفي الطائف سينما نادي «عكاظ» الرياضي وسينما «الششة»، ويذكر في كتابه أن السينما السعودية خطت أولى خطواتها في عام ١٩٧٧ ميلادية؛ إذ تم إنتاج أول فيلم سعودي بعنوان «اغتيال مدينة» وعُرض في مهرجان القاهرة السينمائي وحاز على جائزة «نيفرتيتي الذهبية» لأحسن فيلم قصير.

ثم ذكر أنه في فترة الثمانينات اغتيلت أحلام السينما السعودية بفعل التغيرات الدينية والاجتماعية للسعودية التي شهدت موجة عارمة من التدين، وتم إقفال دور العرض السينمائية في كل مدن المملكة وأقفلت السفارات التي كانت تعرض السينما أبوابها.

قلت: وذكر لي بعضهم أنه في هذه الحقبة كانت بعض الأندية الرياضية تعرض في مقراتها أفلاماً سينمائية عند الفوز، تستميل بها الجمهور الرياضي ليشجع أنديتهم.

- في هذا العام ١٤٣٠عادت الدعوة للسينما جذعة، واستمات الليبراليون في فرضها واقعاً على الناس، وأنتجت شبكة روتانا فيلماً سعودياً بعنوان (مناحي) عرض في جدة، ومن المحتمل أن يعرض في الرياض خلال الأيام القادمة.

والقارئ لتاريخ السينما العالمية والعربية في مصادرها المختلفة لا بد أن يلحظ ثلاث ملاحظات مهمة:

الملاحظة الأولى: أن السينما نشأت أجنبية الفكر والمشرب والتنفيذ، وأنها لم تكن في يوم من الأيام محايدة، أو أداة للتسلية، أو للربح فقط، وإنما هي تبث رسائل فكرية محددة تستلب عقول مشاهديها بالإثارة والتشويق.


(١) الهوية القومية في السينما العربية ص١٨ - ١٩، وفي بعض المصادر أن أول استوديو أسس كان بالاسكندرية عام ١٩١٢م، وهي أهم مرحلة تطورت فيها السينما، وفيها أرسلت بعثات طلابية لدراسة السينما في الخارج، ينظر: الصحافة الفنية في مصر أحمد المغازي ص٣٤٦، وشلش ص٥١
(٢) مجلة تواصل، الدار البيضاء عدد٢٣ ١٩٨٥ ص٣٤ عن السينما الإفريقية ظاهرة جمالية د. وجدي صالح ترجمة: عادل محمد عثمان، ص١٠ - ١١.
(٣) نشرته دار الانتشار العربي في بيروت بالتعاون مع نادي حائل الأدبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>