للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتذكر الفنانة الجزائرية التي تابت خديجة المداح، وعُرفت عند أهل الهوى والضلال بـ (هدى الجزائرية) أنها عملت مع امرأة يهودية، تقول: «فما كان منها إلا أن أوفدتني للعمل في باريس مُهرِّجة مع يهودي وآخر فرنسي، كان دوري يتلخص في ارتداء الزي الجزائري والسخرية منه ليضحك الجمهور الفرنسي .. وفي باريس تعرفتُ على ليلى الجزائرية التي كانت تعمل مع فريد الأطرش، فرشحتني للعمل راقصة، وكنت في كل يوم أقترب كثيراً من حياة الضلال» (١) وخصص الناقد السينمائي الفرنسي غي هاينبيل فصلا من كتابه (خمسة عشر عاما من السينما العالمية) درس فيه السينما العربية وحلل واقعها بين عامي ١٩٦٠ - ١٩٧٥ ذكر فيه الدور الإمبريالي في السينما العربية وسيطرة شركات الإنتاج والتوزيع الهوليوودية الأمريكية في العالم بما فيها السينما العربية. (٢) وتحدث أحمد هيكل عن فترة الأربعينيات فقال: «وقد شهدت تلك الفترة تحولا خطيرا في الحياة الفكرية، وقد تمثل هذا التحول في تغلب التيار الفكري المتجه إلى الغرب والمستدبر للشرق .... واتخاذ الغرب مثلا أعلى .... وكان من أهم تفوق هذا الاتجاه ازدياد الاتصال بالغرب في المجال الفكري بسبب عودة طائفة من الدارسين في أوربا إلى مصر .... » ثم يذكر أنه في تلك الفترة قويت دعوة قاسم أمين لتحرير المرأة وتبناها العديد من المفكرين والمثقفين ..

ويقول الناقد السينمائي الأردني حسان أبو غنيمة: «كانت الأفلام الواردة من خارج الوطن العربي والعالم الإسلامي والأفلام المصنوعة داخل الوطن العربي والعالم الإسلامي تتقاسم قتل المشاهد فكريا وأخلاقيا بصورة تبعث على الدهشة، وكأنما كان هناك نوع من التلذذ بعملية هذا القتل البطيء والمستمر دونما هوادة ... ». ثم يذكر أن أي دراسة سيسيولوجية لتأثير ما أنتجته السينما تظهر بجلاء أنها لعبت دورا كبيرا في تخريب الكثير من القيم الإنسانية، وفي تشويه العقل العربي الخام، ودفعه في اتجاه البحث عن قيم غربية بعيدة عن تقاليده وقيمه (٣).


(١) صحيفة المسلمون، عدد٤٣٧، والحقيقة أن عبث الأجانب بأبناء المسلمين وبناتهم في الوسط الفني يحتاج إلى دراسة مستفيضة؛ لأن الملاحظ أن اليهود والنصارى كانوا ينطلقون في هذا الإفساد السينمائي من دوافع دينية وعنصرية؛ لأن الذين كرهوهم وفضحوهم من السينمائيين العرب لم يكن الدين عندهم ذا بال وإلا لما دخلوا عالم السينما من بدايته مع ما فيه من فساد، ولكنهم اكتشفوا أن أولئك الأجانب عنصريون لا يبغضون دينهم فقط وإنما يحتقرون جنسهم، وهذا ما أثار حفيظتهم، وكل ما نقلته في هذا المقال هو عن أناس لا علاقة لهم بالدين سوى ما نقلته عن التائبين والتائبات.
(٢) الجانب الآخر للثقافة السينمائية ريما العيسى وحسان أبو غنيمة المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت الأولى ١٩٨٣م
(٣) الموقف من سينما إسلامية محمد وليد جداع، دار الوفاء للطباعة والنشر، المنصورة، ط الثانية ١٤٠٩ ص ٣٢. وحسان أبو غنيمة متخصص في السينما، وألف فيها كتبا عدة منها: في الفن السابع، والبحث عن السينما الأردنية، وحوارات مع السينما العالمية، والسينما ظواهر ودلالات، وفلسطين والعين السينمائية.

<<  <  ج: ص:  >  >>