للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب حدثي آخر يصفه بأنه (غاص في القضية الفلسطينية إلى أن رأى الجزء في الكل والمأساة الوطنية حيث الموت الغادر الذي يهدد الحياة بأسرها والعدم الذي يتربص بالوجود كله ... ) ولفت النظر إلى أن الجميع يجب أن يعزوا أنفسهم قبل أن يعزوا الآخرين.

وقال آخر (إنه أحد أهم رموزنا) (احتل موقعا متقدما في الذاكرة الجماعية على امتداد الوطن العربي) ووصفوه بأنه شاعر العروبة الأول، وشاعر الإنسانية. ووصفته مريدة له بأنه (شمس هي إشعاع حياتنا) (الجميع في هيستيريا لا أحد يريد أن يصدق).

وبعض الأفراخ الصغيرة المتزندقة تطاول في نفسه فوصف شاعرهم بالأخ أو الزميل، ومنهم من وصف نقل الخبر عبر شاشة التلفزة فقال: (كانت شاشة التلفاز صاعقة، والخبر رعد التواريخ).ثم يصف الموت قائلا: (الموت هذا الغامض الكوني، هذا الرابض السادي في ظلي). وصورت رسومهم الكركتيرية فلسطين في صورة امرأة تبكي على قبر هذا الهالك. أعز الله تعالى فلسطين، وأغناها بالصادقين والمجاهدين عن الزنادقة والمرتدين، وأراح العباد والبلاد والدواب والشجر منهم.

والمؤسسة السياسية في فلسطين تعتزم إقامة ضريح له كونه رمزا فلسطينيا، وصرح بعضهم بنصب تمثال على صورته.

وأعلن رئيس فلسطين عباس الحداد ثلاثة أيام واصفا إياه بقوله (نجم فلسطين وزينة شبابها وفارس فرسانها) وصدرت الصحف الفلسطينية يوم الاثنين التالي لهلاكه مكللة بالسواد) ونقلت بعض الصحف أن فتاة من مريديه ومدمني دواوينه الحداثية الإلحادية أغمي عليها حال علمها بوفاته، أيقظ الله تعالى غيبوبة قلبها قبل غيبوبة جسدها.

وإليك أخي القارئ بعض المعلومات عن هذا الشاعر الهالك الذي مجده إعلامنا العربي الكاذب البائس:

١ - تبنى محمود درويش الفكر الماركسي الإلحادي منذ شبابه، وفي ذلك يقول أخزاه الله تعالى: (صرنا نقرأ مبادئ الماركسية التي أشعلتنا حماسا وأملا، وتعمَّق شعورنا بضرورة الانتماء إلى الحزب الشيوعي الذي كان يخوض المعارك دفاعا عن الحقوق القومية، ودفاعا عن حقوق العمال الاجتماعية، وحين شعرت أني أملك القدرة على أن أكون عضوا في الحزب دخلت إليه في عام ١٩٦١م فتحددت معالم طريقي، وازدادت رؤيتي وضوحا، وصرت أنظر إلى المستقبل بثقة وإيمان، وتَرَكَ هذا الانتماء آثارا حاسمة على سلوكي وعلى شعري) (١) وانضم إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي (راكاح) وتولى رئاسة تحرير صحيفة (الاتحاد) الناطقة باسم الحزب، وفي عام ١٩٨١ أنشأ مجلة (الكرمل) وهي صوت للحداثيين الفلسطينيين والعرب.

يقول صديقه رجاء النقاش: (وقد عمل محمود درويش في جريدة الاتحاد ومجلة الجديد وهما من صحف الحزب الشيوعي في إسرائيل) (٢) ومن شدة ولعه بالماركسية كان يتغنى بكوبا الشيوعية فيقول: (حسنا .. حسنا .. حدث عن كوبا، هل تعرف شيئا عن شعب ما عاد مصلوبا). (٣) وذكر الماركسي محمد دكروب أنه التقى به أول مرة في احتفالات الحزب الشيوعي في بلغاريا حيث جاء ممثلا للحزب مع وفد من إسرائيل ضم سميح القاسم أيضا، والتقى به مرة أخرى في معهد الماركسية اللينينية في موسكو (٤) واستحق بشيوعيته الجلدة أن يحصل من موسكو في أوج الشيوعية على جوائز كان أهمها جائزة باسم الزعيم الشيوعي (لينين) عام ١٩٨٣م.


(١) مجلة الطريق، تشرين الثاني ١٩٦٨م ص٣٢
(٢) محمود درويش شاعر الأرض المحتلة ص١١٣
(٣) ديوانه ص١٩٧، ط دار العودة.
(٤) صحيفة الشرق الأوسط عدد (١٠٨٤٩) ص١٣

<<  <  ج: ص:  >  >>