للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - عينه عرفات عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام١٩٨٦، واستقال درويش من عضويتها عام١٩٩٣، ومريدوه كانوا يوهمون الناس بأنه كان وطنيا وغير راض عن تنازلات عرفات، ويريد الحق الفلسطيني، كما أن استقالته كانت بناء على الفساد المالي والإداري الذي لم يكن درويش يرضى أن يسكت عنه.

لكن درويش بين في مقابلة معه ما يفضح زعم مريديه، فذكر أن سبب استقالته أنه لم يتلق هو وزملاؤه مرتباتهم منذ عدة أشهر (١) ومما يدحض ذلك أن درويش يعد عند اليهود من المعتدلين، والمعتدلون في العرف الصهيوني هم المستسلمون لمشاريعهم، المنبطحون لسياساتهم الجائرة، والصحف اليهودية تنشر مقالات له في إسرائيل، وتجري حوارات معه، وكان يصرح بأن المفاوضات مع إسرائيل أصبحت خيارا استراتيجيا، ولا يجوز لأحد من الفلسطينيين أن يفكر بالانسحاب منها.

والصحف اليهودية كتبت عنه بإعجاب، وحزنت لوفاته، حتى إن صحيفة الحياة خصصت زاوية لذلك عنوانها: الصحافة الاسرائيلية ترثي «شاعر الأمل» (٢) ووزير التعليم اليهودي السابق يوسي سريد أصدر تعليماته عام ٢٠٠٠م بتدريس بعض قصائد درويش في المدارس اليهودية، لكن رئيس الحكومة ايهود باراك ألغى القرار بعد تهديد القوى اليمينية بإسقاط الحكومة.

وذكر أحد الليبراليين المعجبين به أن درويش كان متذبذبا باستمرار بين القطب الإسرائيلي والقطب العربي، فتارة يميل كليا إلى هذه الجهة، وتارة يميل إلى تلك (٣).

قلت: هذه حقيقة هذا الثوري الهالك إزاء قضية فلسطين، واليهود يعرفون أصحاب القضية الحقيقين بها، المدافعين عنها؛ فيقتلونهم كما قتلوا الشيح أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي والمهندس عياش وغيرهم من المجاهدين عليهم رحمة الله تعالى، ويعرفون مدعي المقاومة المزوَرين، فيكرمونهم ويفتحون الصحف لهم، ويحزنون لوفاتهم، كما حزنت صهيون على الزنديق درويش الذي سماه مريدوه شاعر القضية الفلسطينية، ومن العجب أن يُخدع الناس بالإعلام الكاذب، والصحف الأفاكة، وقد اعتادوا منها الكذب والتزوير.

إلحاده الصارخ، وفساده الظاهر:

انعكس الفكر الفاسد والعقيدة الماركسية الإلحادية لدرويش على شعره ونثره، فسَخِر بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر والقرآن والعبادة في الإسلام، واستعار الرموز الوثنية والنصرانية الشركية والصوفية المغرقة في القول بوحدة الوجود، وتأثر بمذاهب أهل الشك والقلق والوجودية التي تكرسها العقيدة الإلحادية.

وهذه فقرات من أشعاره وكتاباته ليست إلا مختارات يسيرة من كم كبير خلفه هذا الهالك في دواوينه ومقالاته ومقابلاته تنضح بالكفر والزندقة وتطفح بالإلحاد والتعدي على المقدسات والحرمات:

أولا: الاعتداء على عظمة الله تعالى وقدسيته:

١ - قال أخزاه الله تعالى (إنا خُلقنا غلطة في غفلة من الزمان) (٤) ٢ - وقال (نامي فعين الله نائمة عنا) (٥).

٣ - له قصيدة بعنوان: (إلهي لماذا تخلَّيت عني) على لسان امرأة يقول فيها عليه من الله تعالى ما يستحق: (إلهي إلهي لماذا تخلَّيت عني؟ لماذا تزوجتَ مريم؟ لماذا وعدتَ الجنود بكرمي الوحيد لماذا؟ أنا الأرملة ... أطلَّقتني؟ أم ذهبتَ لتشفي سواي؟ عدوِّي من المقصلة أمن حق مَن هي مثلي أن تطلبَ الله زوجاً وأن تسأله؟ إلهي إلهي ... لماذا تخلَّيت عني؟ لماذا تزوجتني ياإلهي لماذا؟ ... لماذا تزوجت مريم؟) (٦).


(١) مجلة الأسبوع العربي عدد (١٧٦٨) ص٩
(٢) الحياة عدد (١٦٥٦٥) ص٢٣
(٣) صحيفة الشرق الأوسط عدد (١٠٨٤٩) ص١٦
(٤) ديوانه ص٤٢
(٥) ديوانه ص٢٤
(٦) ديوانه ص٨١

<<  <  ج: ص:  >  >>