للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - وقال: (يا الله .. جربناك، جربناك .. من أعطاك هذ السر؟ من سمَّاك؟ من أعلانا فوق جراحنا ليراك؟ فاظهر مثل عنقاء الرماد من الدمار ... يا خالقي في هذه الساعات من عدم تجلى .. لعل لي ربا أعبده لعل) وألقى ذات مرة هذه القصيدة في تلفزيون بغداد فقرأ آخرها هكذا (لعل لي حلما لأعبده لعل) (١) وكلا العبارتين قبيحتان، وفيهما شك وشرك نعوذ بالله تعالى من الضلال والزندقة والجرأة على صاحب الجبروت والعظمة سبحانه وتعالى.

ثانيا: عبوديته لغير الله تعالى:

١ - قال عليه من الله تعالى ما يستحق: (عيونكِ شوكةٌ في القلب توجعني وأعبُدُها) (٢).

٢ - وقال: (أخي أحمد! وأنتَ العبد والمعبود والمعبد متى تشهد) (٣) ٣ - وقال: (عيناكِ يا معبودتي هجرة بين ليالي المجد والانكسار ... وجئتِ يا معبودتي كل حلم يسألني عن عودة الآلهة ... عيناكِ يا معبودتي منفى نفيت أحلامي وأعيادي ... معبودتي! ماذا يقول الصدى ماذا تقول الريح للوادي ... عيناكِ يا معبودتي عودة من موتنا الضائع تحت الحصار ... ونحن يا معبودتي أي دور نأخذه في فرحة المهرجان .. ) (٤).

مع العلم أن معبودته التي يعشقها هي فتاة يهودية تدعى (ريتا) وهكذا شعراء الثورية الماركسية معشوقاتهم بنات أعداء أوطانهم، ومن اغتصبوا أرضهم، ولعلهم بالعشق يخرجون المحتل!!

٤ - وقال: (والذي يعرف ريتا ينحني ويُصلِّي لإله في العيون العسلية) (٥) وهو شهواني لا يرضيه الزواج؛ ولذلك تزوج مرتين ولم يمكث مع كل زوجة سوى أشهر قليلة، وعادة هؤلاء المنحرفين الغرباء عن مجتمعاتهم أنهم يخضعون أحيانا لرغبات الوالدين والأسرة في مسألة الزواج، ولكن بعضهم يفشل في تكوين أسرة، ويبقى شريد النفس، طريد الهوى، أسير الشهوة، وهذا الشاعر من هذا النوع، وأحد أقرانه المعجبين به كتب كلاما إلحاديا شهوانيا في تأبينه، وعلل ذلك بقوله أخزاه الله تعالى (سوف يضحك محمود درويش كثيرا عندما يقرأ هذه المقالة، سوف يفرح بهذه الكلمات لأنه كان جميلا يحب الجمال وطالما استسلم لإغراء هذه أو تلك) (٦) سخريته بالرسل عليهم السلام:

١ - يقول أخزاه الله تعالى: (صار جلدي حذاء للأساطير والأنبياء) (٧).

٢ - ويقول (من أي نبي كافر قد جاءك البعد النهائي؟) (٨).

٣ - ويقول (ولتحاول أيها الأخضر .. أن تأتي من اليأس إلى اليأس .. وحيداً يائساً كالأنبياء) (٩) ٤ - ويقول (رأيتُ الأنبياء يُؤجِّرون صليبهم، واستأجرتني آية الكرسي دهرا) (١٠).


(١) الحداثة في الشعر المعاصر ص٢٦
(٢) ديوانه ص٦٠٨
(٣) ديوانه ص٣٢٠
(٤) ديوانه ص٣٢٠
(٥) ديوانه ص١٩٢
(٦) الشرق الأوسط عدد (١٠٨٤٩) ص١٦
(٧) ديوانه ص٢٩٢
(٨) ديوانه ص٥٩١
(٩) ديوانه ص٦٣٤
(١٠) ديوانه ٤٨٠

<<  <  ج: ص:  >  >>