للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن للأسف حدث بيني وبين هذه الفتاة عدد من الخلوات في منزلهم، تخللها عدد من القبلات، بالإضافة إلى رؤيتي لصدرها مرتين، وقد أقلعنا عن هذا خوفا من الله، والحمد لله أنه لم يتطور الأمر أكثر من ذلك، وبعد صراعات مع أمي قررت ترك هذه الفتاة رغم حبي الشديد لها إرضاء لوالدتي، وأنا عازم على خطبة غيرها لأنساها وأبدأ حياتي من جديد بمباركة من والدتي .. وهذا مثال آخر صارخ؛ فالفتى تختلط عنده المفاهيم الدينية والأخلاقية ليخرج لنا خليطا من الالتزام الديني برائحة القبل وطعم اللمسات المحرمة، وهو يستدعي الدين في بر الوالدين وعدم الرغبة في الخروج عن رأي أمه، لكنه لا يتورع أن يركل أحكامه إذا رأى صدر فتاته، وهو دائما يشعر برضا طاغٍ عن نفسه؛ فهو -كما يصف نفسه - والحمد لله ملتزم دينيا، وإذا اقترف المحرمات فهو يحمد الله عن أن الأمر لم يتطور للزنة!!.

ونموذج آخر هو شاب يرى أنه داعية ويعمل مع عدد من " الإخوة "، لكن هذه الدعوة لا يجد فيها أدنى مشكلة أن يمارسها مع بنتي عمته اللتين في مثل عمره تقريبا - المرحلة الجامعية - ويقول: طوال خمس سنوات مضت، وأنا أزور عمتي تلك، وأجلس مع ابنتها وأخواتها وإخوتها الرجال كصلة رحم، وبعد فترة أحسست أن الفتاتين تكبران، ودخلتا الجامعة فخفت عليهما من الفتن، وعزمت أن آخذ بيدهما إلى طريق الله - عز وجل - فبدأت أولى تلك المراحل، وهي كما تعلمنا: الحب في الله، فكنت أجتمع بهما وأحدثهما عن صلة الرحم، وأسأل عن علاقاتهما في الكلية وأنصحهما، ولكن كنت أركز على إحداهما أكثر؛ لما أجده فيها من استجابة وحسن فهم .. فالداعية الصغير يحب ابنة عمته في الله وينصحها .. وهو لا ينكر أنهما تعلقتا به، وهو نفسه يعترف أن هناك بعض التجاوزات!! يقول الشاب: كانتا دائما تنتظران مجيئي لنتحدث، ولكن كان هناك تجاوز أحيانا في مسألة الضحك معهما، وأنهما كانتا تجلسان بلا غطاء رأس، وكنا أحيانا نختلي أنا وهي ولكن في نفس البيت، والكل يمر علينا طلوعا ونزولا! لكن الداعية الهمام يتحمل كل هذه التجاوزات في سبيل الله!! فيقول: لكن كنت أجاهد (!!) حتى لا أنفرهما مني، وكنت أعمل على كسب ودهما وحبهما حتى يصل كل ما أقوله بسهولة.

لقد درس الداعية الشاب مفاهيم الدعوة: الحب في الله والجهاد وعدم تنفير المدعوين وكسب ود المدعوين، لكنه في النهاية خرج من ذلك بنتيجة غاية في الغرابة ". مرجع (٤)

ويضيف أيضا: "وللتوضيح قد يكون المشهد الذي رأيته في أحد الشوارع القاهرية معبرا جدا: فتاة ترتدي حجابا سابغا، تقود سيارة حديثة، والمسجل عالي الصوت يبث أغنية عالية تقول فيها المغنية الشابة: محتاجة لك .. محتاجة لك ".مرجع (٤)

هذه بعض الآثار التي لمسها الكاتب من خلال قراءاته، والأمثلة في ظني أكثر من ذلك والآثار أعظم وأعمق، وقد سبق وأشرنا إلى بعض المظاهر التي تصاحب هذا التدين المزعوم، ولا حاجة لذكرها هنا!.

وفي نظري أن هذا الأثر الذي يحدثه " المتدينون الجدد " في الأوساط الاجتماعية بتطبيع السلوكيات والمظاهر الغربية في مجتمعاتنا! يتم عبر عدة أمور منها! الكلام عن الحريات الخاصة وحقوق الإنسان (والمرأة)، بلهجة إسلامية ومضامين أجنبية تشربها هؤلاء من أوساطهم الاجتماعية، ومن خلال ثقافاتهم المتلقاة من الفضائيات والإنترنت والدراسة في معاهد اللغات وكليات الإدارة! ومن ذلك، ومما يلاحظ على هؤلاء المتدينين مع وجود الهم للإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>