للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما يقول أحمد زين: " التعاطي ونمط المعيشة والتصورات تتم وفقا لنمط الحياة الغربية بصورة طاغية ولافتة، وأعتقد أن الرجوع للأحكام الفقهية يمكن أن يدين نموذجا هذا توجهه، كما أن هذه الفترة التي نحياها كفيلة من الناحية الحضارية أن تُوجه نحو أنماط أخرى من الحياة مختلفة عن هذا النموذج.

كما أتصور أنا لتعاطي مع الأغاني والسينما - الغربية خاصة - وغير ذلك لا يُرضَى عنه فقهيا بجملته ". مرجع (٤)

وفي أقل الأحوال، أصبحنا اليوم نجد من الأناشيد الإسلامية ما لا تفرق بينها وبين الأغاني الغربية! وبعضها تقدم في قوالب " الفيديو كليب " بوجود المخالفات الشرعية المعلومة! ومن ذلك، الاهتمام بالثقافة الإدارية والتربوية والاجتماعية والنفسية تحت تأثير رؤية الغرب ونظرياته فيها! فمهارة مثل (لغة البرمجة العصبية) -أو ما اصطلح عليه بـ الـ ( N.L.P) - تقام لها الدورات باهظة التكاليف، ويحضرها المئات! وتنال من الاهتمام والمتابعة أضعاف ما تناله حلقات التحفيظ وحلق العلم! ومن ذلك، تحول الفنانات "التائبات" أو الفتيات "المتدينات" -من هذه الفئة- إلى تمثيل لأدوار إسلامية أو تقديم برامج دينية -زعموا- لخدمة الدعوة! "بل ظهرت المحجبات في الأعمال الدرامية وانتشرت فيه البرامج الدينية حتى في أوقات ذروة المشاهدة، ووصلا لأمر إلى أن تكون البرامج الدينية من السهرات الأساسية (نور على نور، ورب اشرح لي صدري) "!! مرجع (١).

إن هذه المسائل والمظاهر لم تأت من فراغ، فهي حصيلة الفقه"الرخيص "! عندما يلتقي مع الشريحة المترفة والطبقة المتمتعة! وعندما لا تراعي الفتاوى طبيعة الانفتاح الإعلامي والتحرر الاجتماعي والهزيمة النفسية التي يعيشها المسلمون تحت وطأة الغزو الفكري والثقافي من الغرب والفشل الداخلي في بلداننا!.

أما عن أثر هذا التيار في الحركة الإسلامية، يقول أحمد زين: "إنه كما أثرت الحركة الإسلامية على هذه الموجات الشبابية المتدينة؛ فإنني أزعم أن هؤلاء المتدينين الجدد يؤثرون وسيؤثرون على الحركة وبرامجها وخططها".مرجع (٣)

يشرح ذلك بقوله: " فقد بدأ التأثير في الحركة الإسلامية بالفعل خاصة في الجانب الاجتماعي الذي هو وثيق الصلة بالجانب الفقهي؛ فقد أصبح داخل الحركة الإسلامية الآن شبه حراك في هذين الجانبين، خاصة أن الحركة قد دعمت نمطًا معينا خلال الثمانينيات.

مما يلفت النظر الآن - مثلا وليس حصرًا - أن كثيرا من السيدات والفتيات المنتسبات للحركة قد استبدلن بـ"الخمار" التقليدي الذي تعود عليه المجتمع المصري والذي كانت توصف كل من تلبسه بـ"الأخت" .. استبدلن به غطاء الرأس والصدر القصير المتعدد الأنماط والألوان.

هذا التغير وإن أخذ شكلا مظهريا إلا أنه ينبئ عن حراك ما، هذا الحراك ربما يكون تم تحت ضغط الأناقة التي يبدو عليها حجاب المتدينات الجدد، وانخراط الكثيرات منهن في مناشط الحركة، وربما تحت ضغط الانفتاح على أشكال الحجاب المختلفة (الإيراني والخليجي والأوربي ... )، التي وسعت الخيارات أمام هذا الجمهور الذي تعود على نمط واحد من الاختيارات.

ولكنه في رأيي يبقى تأثرا بالتدين الجديد، وثورة على النمط التقليدي الذي دعمته الحركة -ولو بطريق غير مباشر- في فترة الثمانينيات.

ومن هذا التأثير تغير الأنماط السائدة في الناشط الاجتماعية؛ كالأفراح والزيارات؛ فأصبح من الطبيعي والمعتاد أن تكون هناك أفراح مختلطة أو رحلات مشتركة، أو ما شابه". مرجع (٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>