وقام هذا الكتاب بتسليط الأضواء على الصعوبات التي تقف في طريق توضيح مفهوم الحداثة وتأسيسها, واحتوى على مناقشة مطولة لقضية استعارة المناهج الغربية, وبيان الإشكاليات المنهجية والمعرفية التي ترتبط بها, واحتوى أيضا على حشد نصوص كثيرة تضمنت اعترافات عدد من كبار المفكرين العرب بالأزمة المنهجية التي يعشها الخطاب العربي جراء الاقتراض الشديد من الفكري الغربي.
وتضمن الكتاب أيضا أوجه نقدية هامة وجهها عدد من المفكرين العرب إلى خطاب الحداثة تتعلق ببنية المناهج والآليات التي تم تفعليها في مشروعهم.
الكتاب الثاني: القراءة الجديدة للنص الديني, ومؤلفه: د. عبد المجيد النجار.
احتوى هذا الكتاب على مادة شرعية وتاريخية، تم التأصيل من خلالها لطبيعة النص الديني والتأكيد على أنه نص إلهي, وليس مجرد منتج ثقافي, وقرر من خلالها موثوقية النص الديني وسلامته من النقص ودخول الخلل فيه, وأوضح موضوعية النص الديني واستقرار دلالاته ومعانيه ومضامينه الحكمية.
وأبان عما في القراءة الجديد التي قام بها الخطاب الحداثي من إشكاليات منهجية ومخالفات دينية وتجاوزات للمبادئ العقلية وقفز على الحقائق التاريخية.
الكتاب الثالث: استقبال الآخر, الغرب في النقد العربي المعاصر, ومؤلفه: سعد البازعي.
ويقدم هذا الكتاب صورة للنقد العربي المعاصر, ويكشف عن التحديات والمشكلات التي يعاني منها, ويؤكد على أنها أكثر من المنجزات وأوسع منها.
واستهل الكتاب بشرح معالم الإشكاليات المنهجية في الخطاب العربي, وكشف عن مقدار التهالك والارتماء في أحضان الفكر الغربي، ودرجة الإعجاب والتقليد التي وصل إليها.
ثم أكد على أهمية الخصوصية السياقية للنقد الغربي, وعلى ارتباطها العضوي بالأرضية التي نبتت فيها.
وقدم الكتاب مادة نقدية قوية, يمثل الوقوف عليها ترسانة هامة في التعامل مع الخطاب العربي المعاصر .. فقد حشد مواقف عدد من كبار المفكرين العرب الذين وقفوا ضد الاقتراض المحموم من الفكري الغربي, وكشف عن أن عددا من المناهج المستعارة لم تكتمل بعد في موطنها الأصلي, وأبان عن الأغلاط التي وقع فيها المقترضون حين نقلوا المناهج الغربية, سواء في فهمها، أو في نقلها، أو في تصويرها, أو في مقدار وطريقة اقتراضهم, وأوضح أيضا الآثار العلمية التي تنتج عن الاستهلاك للمنتج الغربي.
الكتاب الرابع: التيار العلماني الحديث, وموقفه من تفسير القرآن, ومؤلفه: منى الشافعي.
يظهر في هذا المؤلف استغراق في العرض، ويظهر فيه خفوت في تحليل مقالات العلمانية وتحرير مواقفهم, وكثرت فيه المباحث الاستطرادية.
ومع هذا فقد كشف تشكيك الخطاب العلماني في مصدرية القرآن وثبوته، وأظهر مقدار التحريف الذي مارسه على التفسير، والتجاوزات المنهجية التي وقع فيها.
وكشف أيضا عن المراوغة العلمانية في نشر أفكارهم، وشرح طريقتهم وأساليبهم في إضفاء الشرعية عليها, وأبان عن التجاوزات في المادة التراثية التي قام العلمانية بتحليلها، وأوضح الخلل المنهجي الذي وقعوا فيه.
وأزال الغطاء عن غياب الموازين، وتحديد المعايير العلمية في التعامل مع المواد التراثية والشرعية.
وجمع الكتاب قدراً كبيراً من التناقضات المعرفية التي وقع فيها بعض الخطاب العلماني.
الكتاب الخامس: العلمانيون والقرآن الكريم, ومؤلفه: د: أحمد الطعان.
ويعد هذا الكتاب موسوعة ضخمة, جمع فيه مؤلفه قدراً كبيراً من تقريرات الخطاب الحداثي ومواقفهم, وحشد فيها جملة كبيرة من نصوصهم ومقالاتهم, وهو يعد خزينة كبيرة تقدم خدمة عالية لمن يقصد الوقوف على حقيقة المشروع الحداثي, ولكن ذلك الجمع على حساب النقد والتمحيص, فقد بدت هذه المهمة خافتة.