للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كشف الكتاب عن تناقضات عديدة وقع فيها الخطاب الحداثي, وكشف أيضا عن الانتقائية في التعامل مع التراث, وتصفية بعضه لحساب بعض, كما فعل مع الشافعي لحساب الشاطبي.

وأشار إلى عمليات التزوير التي مورست في الأحداث التاريخية والفكرية, وأشار إلى شذوذات مورست خرج بها الخطاب الحداثي عن المعقول وعن قطعيات الشريعة, وقام بعملية نقدية احتوت على المقارنة بين المادة التراثية كما هي في المصادر الأصلية وبين حضورها في المنتج الحداثي, وأبان مدى التخليط الكبير الذي وقع.

وشرح الطريقة الخاطئة التي مورست في الاقتراض من الفكر الغربي, مما يجلي ظاهرة الاستلاب الفكري الذي يعيشه الخطاب العربي بشكل ظاهر.

الكتاب السادس: تجديد المنهج في تقويم التراث, ومؤلفه: د. طه عبد الرحمن.

يقوم هذا الكتاب على الجانب البنائي من حيث الأصل, فالمقصد الأصلي له هو اكتشاف الآليات والمناهج التي تشبع بها التراث, ومحاولة تجديدها وتسليط الأضواء عليها، وبيان فاعليتها, وكان من ضروريات العملية البنائية المرور على المشاريع التي تناولت التراث بالدرس لتقييمها وفحصها, وتقديم نظرة فاحصة حولها, انكشف من خلالها جملة من الإشكاليات المنهجية التي تعاني منها تلك المشاريع.

وكان التركيز على مشروع الجابري بشكل مكثف, لمبررات عديدة تظهر من خلال قراءة الكتاب.

وقام المؤلف بمحاكمة واسعة شملت قطاعات متعددة من مكونات النقد الحداثي, فانطلق من تأكيد جهل الحداثيين بالثراث، ودلل على ذلك, وأبرز الآفات الكبرى التي تشبعت بها مشاريعهم.

وقد أولى الآليات المنهجية التي قام عليها النقد الحداثي مزيد اهتمام, وبين أنها لا تتناسب مع طبيعة التراث العربي, وفضلا عن ذلك فإن نقلها لم يسلم من التحريف والتغيير, حيث إن الناقل لها لم يتمتع بالفهم الجيد لها ولم يستوف واجبات الترجمة والنقل, وبين أن الآليات التي اعتمد عليها الجابري لا تمثل نسقا متكاملا حيث إنها تؤدي إلى مقتضيات متناقضة.

الكتاب السابع: روح الحداثة, ومؤلفه د: طه عبد الرحمن.

أراد المؤلف في هذا الكتاب أن يؤسس لحداثة إسلامية لا تعتمد على المنطلقات الغربية، وإنما تنبع من الأصول الإسلامية, وحاول أن يشرح روح الحداثة التي يرى أنها تمثل القيم الإسلامية بشكل مكثف.

ويعد الكتاب في جملته نقداً إجمالياً لظاهرة الاقتراض من الفكر الغربي, وتقييماً منهجياً لحالة الاستهلاك الكبرى التي وقع فيها الخطاب الحداثي.

وقد عقد المؤلف فصلاً تناول فيه القراءة الحداثية للنص الديني, وكشف عن خططها واستراتيجياتها, ونقد من خلاله فكرة التأنيس للنص الديني وقطع صلته بالله تعالى, ونقد كذلك عقلنة النص وإزالة الجانب الغيبي منه, ثم تناول فكرة التاريخية التي تعد مرتكزا هامة للقراءة الجديدة بالنقد والتفكيك.

وانتهى بعد قراءة مطولة إلى أن الخطاب الحداثي يعاني من فقد القدرة على النقد، حيث إنه لم يكن لديه تصور تام للموضوع, ويعاني أيضا من ضعف التصور للمنهجيات التي نقلها, وكشف عن أنه نقل منهجيات مازالت في طور البناء ولم تكتمل بعد, وأنه نقل أفكاراً عبارة عن وسائل نقدية أشبه بالموجات الفكرية الزائلة منها بالمنجزات العلمية الراسخة.

<<  <  ج: ص:  >  >>