للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا بد من التنبيه على أن هذا الكتاب والذي قبله يتصف بالصعوبة في العبارة والتعقيد في التركيب, والدقة العالية في الترتيب، والتركيز الشديد في الألفاظ, بحيث يصعب فهمه والاستمرار في قراءته, ولكن يمكن التغلب على هذه الإشكالية بالاطلاع على كتاب "حوارات المستقبل" للمؤلف نفسه, فإن هذا الكتاب يعد كالمدخل لفكر طه عبد الرحمن؛ لأنه عبارة عن حوارات دارت بينه وبين كبار القريبين منه, وقد قرب فيها أفكاره ومصطلحاته بشكل جيد وسهل في نفس الوقت.

الكتاب الثامن: الحداثيون العرب في العقود الثلاثة الأخيرة والقرآن الكريم, ومؤلفه: د. الجيلاني مفتاح.

قام المؤلف في كتابه برصد تاريخي للخطاب الحداثي العربي, وأوضح مراحله التي مر بها, ومدارسه واتجاهاته، وأبان عن موقف الحداثيين من القرآن وعلومه, وكشف عن منهجهم في فهم القرآن, وجمع عدداً من تطبيقاتهم العقدية والفقهية, وهو في كل ذلك يقدم أوجها نقدية يكشف فيها عن الخلل الغائر في الخطاب الحداثي.

وفي تشخيص الممارسات المنهجية الخاطئة لدى الحداثيين العرب كشف عن: المجازفة وغياب الدليل, وانتشار التناقض والتصادم الكثيف, والتمويه والمراوغة, والانتقائية وغياب الاتساق, والقفز على الحقائق التاريخية, فضلا عن المجاوزة الظاهرة لقطعيات النصوص الشرعية.

الكتاب التاسع: ظاهرة التأويل الحديثة في الفكر العربي المعاصر, ومؤلفه: د. خالد السيف.

قام المؤلف برصد تاريخي لظاهرة التأويل، وتتبع لمسيرته التاريخية والجغرافية, وتتبع لنموها في الفكر العربي وتطوراتها وتشكلاتها, وجذورها التي استمدت منها.

والكتاب في جملته يعد عرضاً شيقاً لأبرز الأفكار التي قامت عليها القراءة الحداثية للنص الشرعي, إلا أنه يظهر فيه الاستغراق في الشرح والبيان على حساب النقد والتفكيك لكثير من المضامين التي تم عرضها في الكتاب.

ويقف القارئ له على بيان جيد للإشكاليات المنهجية التي وقعت فيها القراءة الحداثية, ومنها: ظاهرة الإسقاط المنهجي التي لم يراع فيها التناسب بين طبيعة المناهج المستعارة وبين طبيعة الأرضية المطبقة عليها, ومنها: المبالغة والتجاوزات في ادعاء النتائج, ومنها: نقل مناهج وآليات لم تكتمل بعد ولم يحسم الأمر فيها, ومنها: الكشف عن أثر غياب التدليل على الأفكار والدعاوى, ومنها: مخالفة الأسس النظرية التي قامت عليها القراءة الجديدة للمبادئ الفطرية.

الكتاب العاشر: المرايا المحدبة, ومؤلفه: د. عبد العزيز حمودة.

يعد هذا الكتاب أول ثلاثية الدكتور عبد العزيز حمودة التي قام فيها بنقد موسع للخطاب الحداثي العربي المعاصر, والكتاب الثاني منها يحمل اسم: المرايا المقعرة, وحمل الثالث اسم: الخروج من التيه, وقد كشف فيها المؤلف عن الإشكاليات المعرفية والمنهجية المتجذرة في بنية الحداثة, وتعد هذه الثلاثية موسوعة ضخمة تحتاج إلى دراسات مطولة تكشف ما تضمنته من قيم نقدية ومبادئ تمحيصية.

ولعل من أبرز ما تضمنه كتاب المرايا المحدبة: كشفه عن أساليب الخطاب الحداثي الدعوية حيث يقصد إلى الغموض في العبارات والألفاظ، والتكلف في المصطلحات، والمراوغة المتعمدة, وإظهاره للتناقضات العديدة التي وقع فيها, واكتشافه للانتقالات التي يقوم بها الحداثيون من مشروع إلى مشروع مناقض له من غير أي مبرر, وتبيانه كيف أنهم استعاروا مناهج غربية نقدها الغرب نفسه وتجاوزها بمراحل متقدمة, وحشده للأزمات التي يعيشها الخطاب الحداثي, سواء الأزمة في المصلح نفسه، أو في نقله واستعارته، أو في فهمه واستيعابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>