١ - الإيمان بذلك لنربط الأحداث بالخالق جل وعلا.
٢ - أن ما يتلمس ما هو إلا أسباب يتحرى فيها الصواب للخروج من المآزق.
٣ - أن هذه الأحداث تقع لأغراض: - إما ابتلاءً، أو عقوبة، أو ابدالاً لقوم بدل قوم، أو انتقالا لمرحلة تاريخية معينة، والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصر.
٤ - أن الكون متحرك وتكون حركته إيجابية إذا إقتفى الناس السنن الشرعية والسنن الكونية والقدرية التي وضعها الله سبحانه.
٥ - أن نتلمس الوقوف مع المواقف الإيجابية وهذا لا يكون إلا وفق هذه السنن.
٦ - أن حركة الناس لا تكون إيجابية مثمرة إذا خالفت منهج الله سبحانه في هذه الأرض، وإن أمهلهم فترة من الزمن ليبقى وقتا للمراجعة فيستدركوا أمرهم.
٧ - أن نعلم أن تلك الأقدار لا تعني -في منهج الله تعالى - السلبية والابتعاد والتنحي في زوايا ينوح فيها الأفراد، والمؤسسات على أنفسهم بل تفرض الإيجابية في التفكير والتخطيط والمشاركة والعمل، ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى عمارة الكون غاية من الغايات التي خلق الإنسان من أجلها،] قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون [.
٨ - إدراك أن هذه - الابتلاءات أو العقوبات، أو التغيير أيا كانت حكمة وقوعها - تتطلب الرجوع الصادق إلى الله تعالى، أفرادًا أو مؤسسات ودولاً، هذا الرجوع الذي يتمثل بتجديد الاعتقاد به سبحانه، والعمل بشرعه في جميع مناحي الحياة، والتواصي بذلك، والتعاون عليه، وإدراك أن السلامة والنجاة، والرقي والتقدم، مرهون بتنفيذ أوامر الله جل وعلا، والانتهاء عن نواهيه، والوقوف عند حدوده، فمن المعلوم أن حركة الكون إيجابًا وسلبًا مرهونة بحركة الإنسان، وكلها بتقدير الله جل وعلا، والدلالة على ذلك صريحة وواضحة في كتاب الله] لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ. أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ. أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ. أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [[الأعراف،٩٦ - ٩٩].
وإدراكنا أن هذه الأحداث هي منذر واضح من الفقه الحي الذي يجب أن يسود ثقافتنا وتعاملنا لئلا تزل الألسن وتنزلق الأقدام.
لعل تلك منطلقات يمكن إبرازها لاستدعاء المواقف الصائبة لئلا نغرق في النظرات البشرية البحتة القاصرة فننحرف أو نضل.
الثاني: هذه الأحداث ليست بدعا في التاريخ القديم والحديث فقد مر مثلها وأشد وأخف، ولذا كما نستدعي عند دراستنا لتلك الأحداث الكبرى الأدلة الشرعية، والسنن الإلهية، نستدعي أيضا المواقف التاريخية، فلا يبقى سردا للتغني به وأمجاده، أو النوح وضرب الخدود والصدور لموت فلان أو علان، أو لمرور مرحلة تاريخية صعبة. أزعم أن هذا من أوجب ما يمكن استدعاؤه على تلك المراكز العلمية، وبيوت الخبرة بل على المفكرين والعقلاء الذين يحترمون كلمتهم ويقدرون آراءهم قبل غيرهم.
ولماذا يكون كذلك؟ لأن سنن الله تعالى في الكون واحدة لا تتغير، وإنما الذي يتغير الحدث نفسه، وإن كانت الحقيقة متقاربة.
فما مر من أحداث في تونس - مثلاً - فقد سبق مثله في التاريخ القريب والبعيد.
هذا يفرض أن لا يقع الشعب التونسي فيما وقع فيه غيره من الشعوب فيستغله المتربصون فعادت لتبدأ من الصفر، وهذا يستدعي من عقلاء البلد وحكماؤه أن يتأملوا ذلك جيدا.