أعتقد أننا بحاجة للنظر الجاد في سائر المجتمعات العربية والإسلامية بجد وعزم ونية صادقة للعمل بهذين الخطين.
إن الواجب في هذا المعلم كبير على أهل الحل والعقد والحكمة والرأي بمختلف التخصصات والمسؤوليات مما يستوجب المبادرة والجدية.
العاشر: وأختم بالعودة إلى النفوس البشرية، وضرورة تعاملها بالقيم العليا، فأزعم أننا كبارا وصغارا ذكورا وإناثا، بحاجة إلى تجديد غرس تلك القيم: فالإخلاص، والصدق، والشفافية، وحسن الأداء، ومحاولة الإتقان، والعمل، والعدل، وإعطاء الحقوق، والأمانة، ومعالجة المشكلات، وصد المناوئين، وسد الأبواب التي ينفذ منها الحقد والحسد والتعدي والظلم والاعتداء والإخلال بالأمن والغش والرشوة وأكل أموال الناس بالباطل، كلها مقررات أساسية للبناء والتنمية، وهذه المقررات هي جزء من العودة إلى شرع الله تعالى ودينه وتعاليمه التي يجب أن تكون المصدر الأساس للانطلاقة إلى الإصلاح والبناء والتنمية والسير بحرية نحو التقدم والمنافسة ومعالجة المشكلات الكبرى والصغرى.
* * *
أعود لأقول: تلك خواطر متفرقة لا يجمعها سوى ما جرى ويجري من أحداث تهز المشاعر لأخذ العبرة والدرس، وهي إسهام فردي أرجو أن يصب في باب المنهجية السلمية للتعامل مع هذه المشكلات وأمثالها، وهي لا تعدو إلا أن تحمل تذكيرًا لمن يهمهم الأمر، كما أحسب أنها نقطة إيجابية في هذا الباب، وتفاؤل يحمل نقاطا عملية عند اجتماعها قد يتكون منها منهاج عملي يسهم في الإصلاح المنشود. فإن لم تكن هذا ولا ذاك فلعلها تفيد في براءة الذمة، ومشاركة الآخرين خواطرهم.
وأختم ذلك كله بالنداء لقادة الفكر والرأي والعلم والحكمة والدعوة والمسؤولية بأن لا تحملوا الرجل العامي أكثر مما يتحمل في عملية البناء والمعالجة، فالمسؤولية تكبر بكبر همّة أصحابها في العلم والعمل والمسؤولية, وأنتم أهل لها وعلى مستواها. أعانكم الله.