للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - الشعور بكل قضية بحسبها فليست كل القضايا في ميزان واحد، فقضية السودان ليست كقضية لبنان، والصومال غير مصر، وأحوال السياسة غير الاقتصاد، وهكذا، فينبغي أخذ كل قضية بمعطياتها، ومعرفة ما هو المشترك بينها وغير المشترك.

٣ - الدعاء لكل المسلمين حكامهم وعلمائهم ومفكريهم وقادتهم، وهو من أهم الواجبات الفردية والجماعية، وهذا منطلق من معرفة أن هذا الكون بقدر الله، ولا يرد القضاء إلا الدعاء، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح.

٤ - عدم قياس مجتمعك على أي مجتمع آخر فلكل ظروفه وأحواله التي تجعل النظر والأحكام مختلفة، فتستوجب الرجوع إلى علماء البلد وعقلائه وحكمائه ليرسموا المنهاج العملي لأهله.

٥ - عدم الوصاية على الآخرين، فمما يسمع ويقرأ أنه على أهل البلد الفلاني أن يعملوا كذا وكذا، مثل دخولهم في حكومة فلان أو عدم دخولهم، أو مناهضتهم لهم أو عدم ذلك .. وهكذا مما يربي في النفوس الاحتقان والتوتر والفرقة والتناحر .. وربما يكون لبعض الأفراد صلة معينة مع من يوجد في تلك البلدان فيصل إلى أن يملي عليه .. وهذا من الآفات للفرقة، ولعل بديل ذلك إرجاع أي أمر إلى علماء البلد نفسه وحكمائه وأهل الحل والعقد فيه لئلا تتسع دائرة المشكلات فتصعب الحلول، وأزعم أن هذا مما أسهم في تعقيد مشكلة العراق وأفغانستان والصومال وغيرها.

٦ - الإسهام بما يطلب من الفرد فعند طلب المساعدة المادية، أو الفكرية، أو الرأي أو غيرها يسهم بما يستطيع من خلال القنوات الواضحة.

٧ - التأكيد على أن الواجبات متفاوتة فهناك واجب وأوجب، وواجب ومستحب، وما يسمى اليوم (فقه الأولويات) فيتنبه الفرد إلى ألا يقفز إلى المستحب وهو لم يعمل الواجب، ومن الواجبات القيام بمهامك الواجبة عليك ثم التي تليها. وهذا من الفقه الأكبر الذي يعصم من وقوع الفرد في قواصم كثيرة.

٨ - ضبط اللسان لئلا يزل، فزلته قد تسري إلى آفاق بعيدة من حيث لا يشعر الفرد، ولهذا جاءت الآثار الكثيرة بأهمية: ضبط المشاعر، وأهمية العبادة في الفتن، وعدم الوقوع فيها، والصبر، والدعاء. وما يرى من التناقض بين مقالات بعض الأفراد مع أنفسهم كان بهذا السبب (فليتأمل).

٩ - البعد عن مواطن الفتن والشبهات والشهوات التي يكون الفرد مسهما فيها بتأجيج الفتن فيقع في المحظور، مثل الخوض في بعض القضايا الشرعية الكبرى وهو لا يحسنها، ومما سمعته في هذه الأحداث: تجويز الانتحار، والسمة بالبطولية لهؤلاء ونحو ذلك، وهي زلة ليست بالسهلة.

ومن ذلك: إلقاء المعلومات والجزم فيها ولو لم تكن من مصدر موثوق ومن ثم تداول هذه المعلومات حتى تصبح حقائق وهي ليست كذلك أصلا.

١٠ - المبادرة بالأعمال الخيرية والتطوعية وبخاصة عند الحاجة إليها كما يكون ذلك في بعض الأزمات.

* * *

أحسب أن هذه من مهمات الأفراد سواء تلك التي توجب عملا ما أو تنفيه, والنفي المؤكد كالواجب المؤكد.

التاسع: تعيش المجتمعات والمؤسسات بل والأفراد بين خطين متوازيين هما خط البناء والتنمية، وخط معالجة المشكلات، وللبناء والتنمية خططها الخمسية والعشرية، وكذا مراجعة نظمها وأحوالها ومعالجة مشكلاتها.

ومن المهم: إدراك أن الأصل هو العمل بخط البناء، وفي ذات الأمر تعالج المشكلات الواقعة من خلال قنواتها الطبيعية.

وعند التأمل هنا: نجد أن كثيرا من تفاقم المشكلات لعدم وجود استراتيجية (عملية) للعمل بالخطين، أو لإهمال احدهما، أو لضعف الإخلاص في التخطيط والأداء، وكلها آفات تستوجب من أهل الحل والعقد النظر فيها، وما تفاقم مشكلات المخدرات، والبطالة، والسرقة، والفقر، والإعتداء .. وسائر الجرائم إلا بسبب إحدى إهمال تلك الخطوط أو بعضها.

<<  <  ج: ص:  >  >>