وروى اللالكائي أيضًا عن أخيه محمد بن زيد الداعي الصغير الذي تولى أمر طبرستان من بعده أنه قدم عليه رجل من العراق، فذكر عائشة بسوء وفُحش, فقام إليه فقتله.
والخلاصة أن منهج آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو معرفة حق أصحاب رسول صلى الله عليه وآله وسلم وزوجاته أمهات المؤمنين، والاعتراف بفضلهم والترضي عنهم والترحم والاستغفار لهم، ونشر محاسنهم ومناقبهم، والتذكير بمواقفهم الجليلة في خدمة الدين.
فهذا هو المنهج الحق الذي كان عليه أكابر أئمة أهل البيت والعترة المطهرة في القرون المفضَّلة, ومقالاتهم في ذلك ساطعة البرهان واضحة البيان.
بل لقد نقل محمد الباقر بن علي زين العابدين إجماعَ آل البيت على تعظيم الشيخين أجلّ تعظيم, فقد رُوي عنه أنه كان يقول: أجمع بنو فاطمة على أن يقولوا في أبي بكر وعمر أحسن ما يكون من القول.
وهكذا كان أهل البيت حقًّا في كل زمان ومكان: أهلَ اعتدالٍ ووسطيَّة, ودعاةً لاجتماع الكلمة على الدين والسنة.
وهم من أشدّ الناس نبذًا لأسباب الاختلاف وبغضًا لدواعي الفتنة، حريصون على القيام بالحق وللحق, منكرون للباطل الذي أنكره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, ومنه الوقيعة في سلف هذه الأمة ورعيلها المبارك الأول, الذين جاء تعديلهم وتزكيتهم والثناء عليهم في كتاب الله العزيز، فقال تعالى {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا {. وقال تعالى {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {، والذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم).
وما نقرِّره هنا هو منهج آل البيت في أطهر البقاع المقدَّسة على وجه الأرض في الحرمين الشريفين ونواحيهما، وهو نهج أسلافنا من قبل ومن بعد، مشايخَ وأعيانًا, وقبائلَ وأفرادًا.
ولا نقول في ختام هذا البيان إلا: الله الله في كتاب الله أن يُتعرض له ولأهله أو يهان.
والله الله في حق نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ومقامه الكريم أن يناله أحدٌ بالتنقّص والبهتان.
والله الله في آل البيت النبوي من أن تُضيّعَ مكانتهم ووصيةُ جدهم فيهم بالمودة والإحسان.
والله الله في زوجاته أمهات المؤمنين اللاتي ذكر الله تعالى فضلهن وطهارتهن في آي القرآن.
والله الله في أصحابه الذين جاء في الوحيين مقامهم العظيم بجليل المناقب والرضوان.
والله الله في أئمة الإسلام وقدوة الهدى من أن يُنالوا بسوء من أهل الفتنة والعصيان.
والله الله في أمَّة الإسلام من إثارة الفتن والنزاعات الطائفيَّة والمذهبيَّة فيها, بما لا يُرضي الله تعالى ولا ينتفع به إلا أعداءُ أمتنا من أهل الكفر والطغيان.
والله الله في كل مسلم ومسلمة في مشارق الأرض ومغاربها, فلهم حقوق أخوة الإيمان.
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
...
كتبه من آل البيت:
١ - الشريف هزاع بن شاكر العبدلي
رئيس اللجنة الخاصة لضبط وتوثيق أنساب الأشراف بالمملكة العربية السعودية شيخ الأشراف العبادلة ذوي حمود
٢ - د/ الشريف حاتم بن عارف بن ناصر العوني عضو مجلس الشورى السعودي والأستاذ المشارك في علوم السنة والحديث النبوي بجامعة أم القرى