٢ - أن من يقومون بالدفاع عن بيضة الإسلام، ويكشفون حقيقة المشروعات الليبرالية التغريبية من العلماء والدعاة والكتاب الغيورين قد أدوا فرض الكفاية، ورفعوا الحرج عن البقية.
٣ - عدم محبة كثير من الناس للكتابة، أو ضعفهم فيها، وبعضهم يريد أن يكتب شيئاً عالياً جداً أو لا يكتب أبداً، أو الكسل عن ذلك أو التسويف.
٤ - دعوى بعضهم أنه لو كتب لا تنشر الصحف والمجلات له.
وكل هذه تعليلات عليلة، وأسباب لن ترفع الإثم عن أصحابها، ولن تعذرهم أمام الله تعالى وأمام أمتهم، وأمام التاريخ.
ومن أهل الإسلام فئة الأحلام الوردية، ودعاة التقارب مع كل أحد إلا مع إخوانهم، والمحذرين من الاصطفاف مع أي الفريقين، وأكثر مواقفهم سلبية جداً، وتصب في مصلحة التيار الليبرالي في الغالب، وليتهم سكتوا حين لم يحسنوا أن ينطقوا بالحق.
تفعيل الضغط الشعبي:
قد يقتنع كثير من قراء هذا المقال بما فيه، ويريدون خطوات عملية في هذا السبيل، والذي أراه:
١ - أن يلتزم كل واحد من قرائه بكتابة مقال كل أسبوع مناهض للمشروع التغريبي، سواء كان تأصيلاً أم رداً، أم بياناً لخطر خطوة تغريبية، أم نصرة لعالم أو داعية ممن نالوا منه.
٢ - إذا جهر أحد الصحفيين بمنكر من القول يتطاول فيه على الشريعة أو حملتها فليسجل موقفاً بمقالة ولو قصيرة من صفحة واحدة أو أكثر وينشرها.
٣ - يلتزم كل واحد باستكتاب عشرة من معارفه سواء كانوا أكاديميين أم موظفين أم مدرسين أم طلاب جامعات رجالاً ونساء، ويفضل إن كان الموضوع المثار يخص المرأة أن يغلب جانب النساء في الكتابة فيه؛ لأن القضية تخصهن. وعليه أن يتابعهم في كتابة المقالات ويسعى في نشرها لهم، ويشجعهم بعد النشر بنقل التعليقات على مقاله وأصدائه.
ومع الوقت ستنتقل مقاومة المد التغريبي من مرحلة الفردية إلى الجماعية، وتتحول من كونها عبئاً ملقى على عاتق قلة من العلماء والدعاة والمحتسبين لتصبح ثقافة مجتمع كامل.
٤ - تفعيل نشر المقالات في أكثر المنتديات الإسلامية والمنتديات العامة كالمنتديات الثقافية والنسائية والمجلات الألكترونية بل حتى منتديات الجامعات والمدارس والمدن والقبائل وغيرها، ولا سيما أن أكثر المنتديات لا يتطلب تنزيل الموضوع فيها سوى التسجيل المجاني، وبإمكان الواحد أن يسجل في مئة منتدى، وينزل مقالاته فيها، وحبذا لو ينبري لذلك طائفة ممن يتقنون التعامل مع الانترنت،
ومن فوائد ذلك:
أ- إطلاع أكبر عدد ممكن من القراء عليه، وحشدهم ضد التغريب والتخريب في بلادنا.
ب- قطع الطريق على سياسة حجب المواقع التي تنشر المقالات المناهضة للمشروع التغريبي، أو اختراقها وتدميرها؛ لأن مواقع النشر إن كانت محدودة أمكن للمفسدين السيطرة عليها، وأما إن كانت كثيرة جداً فلا يمكن السيطرة عليها.
ج- تعويد الناس على ثقافة الاحتساب؛ لأن المقالات المحتسبة على المفسدين إذا غزت كل المنتديات جرأت الخائفين، ونشطت المتثاقلين، وقوت عزم الخائرين على المشاركة والاحتساب.
٥ - عمل دعايات للمقالات المميزة والقوية، وذلك بنشر روابطها في المواقع التي لم تنشر فيها، وتوزيعها عن طريق القوائم البريدية على أوسع نطاق.
وليصطف أهل الحق ضد أهل الباطل، وليعلنوا البراءة من مشروعاتهم التخريبية التي تُسرَّب للمجتمع باسم الإصلاح، ولنحذر من أن نكون غثاء كغثاء السيل. والله الموفق.