الخرمية: و"خرم" لفظ أعجمي معناه: الشيء المستلذ المستطاب، حاصل مذهبهم إسقاط التكاليف وطلب المحرمات، وأصلهم من المجوس المزدكية أهل الإباحية، ويسمون "خرمدينية" بالفارسية.
البابكية: أصحاب بابك الخرمي، خرج في جبال أذربيجان أيام المعتصم، كان ملكهم قبل الإسلام شروين، يزعمون أنه خيرٌ من النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولهم ليلة يختلط الرجال فيها مع النساء ويطفئون الأنوار، ويهمُّون بالنساء، فمَن ظفر بواحدة فهي له (١).
ونحَت إلى المذاهب الإباحية خاصة باستحلال الزِّنا واللواط، ونكاح المحارم، وترك العبادات، وتشريع الكذب وفرض النفاق، وبناء المنظمات السرية، والقول بوجود إلهين اثنين، وإنكار البعث والحساب والعقاب، والجنة هي نعيم الدنيا، والنار هي التكاليف الشرعية.
المحمرة: من أتباع البابكية، سموا بذاك لصبغهم ثيابهم بالأحمر أيام بابك.
الدروز: طائفة باطنية انشقَّت عن الإسماعيلية بالدولة العبيدية، نسبتها لمحمد بن إسماعيل الدرزي؛ من دعاة الحاكم بأمر الله العبيدي، وعقيدتهم تقوم على تأليه الحاكم بأمر الله، فقد تولى الحكم صبيًّا تحت ثلاثة أوصياء، وما أنْ شبَّ حتى قتل أحد الثلاثة، ثم راح يقتل في كبار الدولة والكَتَبَة والخدم والعامة، ويصدر قوانين غريبة ثم يلغيها، وجعل الناس يشتغلون بالليل وينامون بالنهار، كل ذلك ليعلن الربوبية فيما بعد، فأنشأ لذلك مركزًا لإعداد الدعاة الإسماعيلية أسماه (دار الحكمة)، وللاسم مغزى فلسفي حشد للمركز فلاسفة الإسماعيلية الملاحدة من أقطار الدنيا (٢)، فزيَّنوا له فكرة الألوهية التي تختلج بنفسه، فاستخفَّ قومه فأطاعوه، وكانوا قومًا فاسقين، فتسمَّى بالحاكم بأمره، "وأمر الرعية إذا ذكره الخطيب على المنبر أن يقوموا على أقدامهم صفوفًا إعظامًا لذكره، واحترامًا لاسمه ... وكان أهل مصر على الخصوص إذا قاموا خرُّوا سجدًا، حتى إنه يسجد بسجودهم مَن في الأسواق وغيرهم، وكان جبارًا عنيدًا، وشيطانًا مريدًا، كثير التلوُّن في أقواله وأفعاله" (٣)، ونشر جواسيس من النساء في دور الناس ليعلم مَن آمَن به ممَّن هو مستخفٌّ بالليل سارب بالنهار يكتم إسلامه.
ومشروعه الذي حاكَه دهاقنة الإسماعيلية في مركز بحثهم (دار الحكمة)، ووضعوا له التشريعات - صار مذهبًا ينتحل خلاصته طائفة الدروز.
(١) هذه الليلة تقوم بها كافة الطوائف الباطنية في اليمن والبحرين والشام وإيران والعراق والهند، وبالطريقة نفسها كما يفعلها المزدكية الفرس سابقًا، وعبَدَة الشيطان في عصرنا.
(٢) "الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية"؛ محمد عبد الله عدنان، ص١٦٤.
(٣) "حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة"؛ السيوطي، ج١، ص٦٠١.