للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العُبَيدية: أتباع عبيد الله من ولد ميمون القداح، وهو المدعى المهدي، ومن نسلهم أدعياء الدولة العبيدية، المنسوبة زورًا "الفاطمية"، وأهل الشرف يُنكِرون ذلك؛ فإنهم لم يجدوا لهم في الشرف نسبًا، وقد زعموا أنهم من ولد محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وحاشَ لله؛ ما كان لمحمد بن إسماعيل من ولد، ولا عرف ذلك أحد من الناس، بل هم {كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم: ٢٦] (١).

التعليمية: من الإسماعيلية، أبطلوا العقول وقالوا بتعاليم الإمام المعصومة.

الحشاشون: هم طائفة إسماعيلية نزارية انتشروا بالشام وبلاد فارس والمشرق، ومن أبرز شخصياتهم الحسن بن الصباح (ت١١٢٤م)، وهو فارسي الأصل، يدين بالولاء للإمام المستنصر، قام بالدعوة في بلاد فارس للإمام المستور، ثم استولى على قلعة أَلْمُوت، وأسَّس الدولة الإسماعيلية النزارية الشرقية، وهم الذين عُرِفوا بالحشاشين؛ لإفراطهم في تدخين الحشيش، وقد أرسل بعض رجاله إلى مصر لقتل الإمام الآمر بن المستعلي، فقتلوه مع ولديه عام ٥٢٥هـ.

يعتبر الحشاشون أساتذة منظمات المرتزقة العالمية، ومصدر إلهام لأنظمة المخابرات في تشكيل فِرَق العمليات القذرة، امتاز الحشاشون بولائهم المطلق لشيخ الجبل؛ نظرًا للمنهج المتبع في تدريبهم، والنظام الصارم والدقيق في تعليمهم، وحسن اختيار الأتباع، ففي القلعة كان يُربَّى العديد من أطفال الفلاحين الفقراء واليتامى؛ حيث يأخذهم حسن الصباح منذ طفولتهم المبكِّرة، ويعلمهم لغات مختلفة كالعربية واللاتينية واليونانية والفارسية والتركية والكردية ... وغيرها، ويلقنون ثقافة الشعوب والتجمعات الكبرى، وأنظمتها وعاداتها، حضرها وبدوها من مأكل ومشرب ولباس، ويلقنون من صغرهم إلى رجولتهم الطاعة التامَّة لشيخ الجبل سيد القلعة، ويوعدون بالمسرَّات وأن الجنة بيد شيخ الجبل فهو المسيطر على الآلهة ... وأتباع شيخ الجبل يسمون الفداوية (٢).

مراتب الباطنية:

هناك بعض التفاوت في المراتب بين الطوائف الباطنية؛ وذاك للطور التنظيمي الذي يقع لها نتيجة الخبرة والاحتكاك مع المجتمعات المتنوِّعة، فمراتب الدعاة في الحركة الإسماعيلية تبدأ بمرتبة الإمام، ثم الباب، الحجة، داعي الدعاة، داعي البلاغ، النقيب، المأذون، الداعي المحدود، الجناح الأيمن، الجناح الأيسر، المكاسر، المستجيب (٣).

أمَّا الحشاشون وهم من نتاج الدولة العُبَيدية، فمراتبهم سباعية؛ وهي كالآتي:

المرتبة الأولى: مرتبة رئيس الدعوة أو داعي الدعاة، وكان أيضًا يسمى نائب الإمام المستور في بلاد الشام سمي "شيخ الجبل".

المرتبة الثانية: كبار الدعاة.

المرتبة الثالثة: الدعاة.

المرتبة الرابعة: الرفاق.

المرتبة الخامسة: الضراوية، أو الفداوية، وهم الفئة المسلَّحة في الدعوة، التي يشترط فيها التفاني والتضحية في خدمة الدعوة، حتى ولو أدَّى ذلك إلى الموت الذي اعتبروه أشرف نهاية؛ لأنه يضمن لهم السعادة في جنة الإمام.

المرتبة السادسة: اللاصقون.

المرتبة السابعة: المستجيبون، وهم عامة الناس المؤيدين للدعوة.


(١) "كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة"؛ محمد بن مالك بن أبي الفضائل الحمادي اليمني. ص١٩.
وذا الكتاب من أهم ما ألف في الرد على الباطنية؛ إذ اندسَّ صاحب الكتاب بينهم وعاشرهم فترة، حتى اطلع على مكنون أسرارهم، ثم فضحهم بعدها.
(٢) "الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة": (١/ ٢٤٠).
- "مؤتمر الحركات الهدامة في التاريخ الإسلامي قديمًا وحديثًا": كلية الآداب، جامعة الزقازيق، مج ١، ص١٠، ١٩٩٠م.
(٣) "تاريخ الدعوة الإسماعيلية"؛ مصطفى غالب، ص (٢٨، ٢٩، ٣٣، ٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>