للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيف نحقق أكبر فائدة من تلكم التحصينات؟

لكي نحقق أكبر فائدة من تلكم التحصينات علينا بالآتي:

أولا: بالنسبة للتحصينات الشرعية المادية:

علينا أن نأخذ بأسباب الوقاية التي تجنبنا المكاره على اختلافها وتنوعها، ومنها انتقال الأمراض المعدية والوبائية منها خاصة، وقد ذكر أهل الاختصاص من الأطباء في الوقاية من أنفلونزا الخنازير أمورا أصبحت مشهورة عند كثير من الناس، لانتشار منشوراتها في المدارس والجامعات والمساجد والأماكن العامة، فلنأخذ بها ولا نهملها وهذا من تمام التوكل، وقد تقدم أن مثل هذه التحصينات قد جاءت الشريعة بأصولها على أكمل وجه وأتم صورة.

ثانيا: بالنسبة للتحصينات الشرعية الإلهية علينا الآتي:

١ - قولها بحضور يتواطأ فيه القلب مع اللسان.

٢ - قولها مع اليقين ببركتها ونفعها.

٣ - الالتزام بأعدادها، وكيفياتها، وأوقاتها.

٤ - اعتقاد أنها سبب وأنها لا تؤثر بذاتها.

٦ - تفويض الأمر بعد ذلك إلى الله تعالى.

هل من الممكن أن يتخلف تأثير تلكم التحصينات أو ينعدم؟

نعم؛ والأمر كما قال ابن القيم:"الأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح، والسلاح بضاربه لا بحده فقط، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به، والساعد ساعدا قويا، والمانع مفقودا، حصلت به النكاية في العدو، ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير، فإن كان الدعاء في نفسه غير صالح، أو الداعي لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء، أو كان ثم مانع من الإجابة لم يحصل الأثر" (١).

وقال أيضا:" فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحدٍ يُوفَّق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبدًا، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء، الذي لو نزل على الجبال لصدَّعها، أو على الأرض لقطعها" (٢).

هل يلزم أن تقال جميع التحصينات الآنفة في كل مرة لتحصيل الفائدة؟

لا يلزم، لكن التحصينات المتعلقة بأوقات معينة أو مناسبات معينة فإنها تقال فيها، والأكمل أن نواظب على ما نستطيع من التحصينات، فمن يقاتل بسلاحين أو ثلاثة أكمل ممن يقاتل بسلاح يتيم، وقد يكفي من التحصينات قراءة الإخلاص والمعوذتين ثلاث مرات صباحا، وثلاث مرات مساء مع اليقين وحضور القلب.

من أحوج الناس إلى تلكم التحصينات؟

الجميع بحاجة إليها بلا استثناء؛ لدفع المكاره أو رفعها وتخفيفها، وعندما تظهر الأوبئة فمن يكون على احتكاك مباشر بالجماهير أكثر حاجة إليها، كالأطباء، والمعلمين، والطلاب، ومن يغشاهم الناس لحاجاتهم.

أمنيات:

وقبل أن أختم هذا الموضوع أبث إليكم ثلاث أمنيات علها تجد صوتا مجيبا، فأقول:

١ - أتمنى نشر ثقافة التحصينات الشرعية الإلهية بين الناس، بحيث تصبح جزءا من أولويات اهتمامهم، بألفاظها وكيفيتها وأوقاتها التي جاء بها الوحي المقدس.

٢ - أتمنى أن نشاهد -بجانب ورقة التحصينات الوقائية المادية- ورقة أخرى للتحصينات الإلهية من أذكار ورقى ودعوات وإرشادات إلى الأعمال الصالحة كالصدقة.

٣ - أتمنى عندما يتحدث المسؤول - وخاصة أصحاب التخصصات الطبية والتعليمية - عن الأمراض الوبائية كأنفلونزا الخنازير، أن يطعم حديثه بشيء من التحصينات الإلهية، مشيرًا إلى أهميتها وضرورة العناية بها لدفع البلاء أو رفعه وتخفيفه.

وبعد،،،

آمل أن تكون المعلومات الآنفة واضحة ومفيدة، كما آمل أن نتعلمها ونعلمها أهلينا في البيوت، وننقلها إلى الآخرين، وأن نعمل بها من اليوم، سائلا المولى عز وجل أن يجنبني وإياكم وذرارينا وسائر المسلمين كلَّ مكروه، وأن يرفع عن الأمة وباء الخنازير وسائر المكروهات .. والله أعلم.


(١) الجواب الكافي (٨).
(٢) زاد المعاد (٤/ ٣٢٢).
المصدر: موقع الإسلام اليوم

<<  <  ج: ص:  >  >>