٤ - من طريق الطائف السيل السريع (١٣.٧٠٠كم): من جدار المسجد الحرام الشرقي وحتى العلمين الجديدين على طريق الطائف.
(انظر: أحكام الحرم المكي الشرعية، الحويطان ص ٤٠. وقد ذكر في الحاشية الجهاز الذي قام بقياس المسافة وهو " GPS") .
وهناك بعض الاختلافات في حساب المسافات على حسب الجهاز المستخدم والأجدر أن يحرص المتخصصون على تحديد أعلام الحرم وحدوده بدقة في هذا الزمن لتقدم الوسائل والعلوم المعنية في هذا المجال لما يترتب على ذلك من أحكام مهمة.
فضل حرم مكة:
لقد فضل الله حرمه على سائر بقاع الأرض وجعل له فضائل عظيمة وفي ذلك يقول ابن القيم: ومن هذا اختياره سبحانه وتعالى من الأماكن والبلاد خيرها وأشرفها وهي البلد الحرام فإنه سبحانه وتعالى اختاره لنبيه _صلى الله عليه وسلم_ وجعله مناسك لعباده وأوجب عليهم الإتيان إليه من القرب والبعد من كل فج عميق. (زاد المعاد ١/ ٤٦).
ومن أهم الفضائل التي يختص به حرم مكة:
الأول: فيه بيت الله الحرام:
شرف الله منطقة الحرم بأن جعل بيته الحرام فيه كما قال سبحانه في دعاء إبراهيم _عليه السلام_: " رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ" (إبراهيم:٣٧).
فكان أول بيت وضع للعبادة كما قال الله _تعالى_: "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ" (آل عمران:٩٦).
وجعل حج الناس إليه كما قال _تعالى_: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً" (آل عمران: من الآية٩٧).
وجعل سبحانه قصده مكفراً لما سلف من الخطايا والآثام كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه". (أخرجه البخاري ٣/ ٣٨٢ واللفظ له، ومسلم ١/ ٩٨٤).
وحمى الله بيته كما في قصة أصحاب الفيل، كما جعل الصلاة فيه مضاعفة كما سيأتي بحث ذلك بالتفصيل.
الثاني: جعل الله الحرم آمناً:
اختص الله الحرم بأن جعله آمناً بدعوة سيدنا إبراهيم _عليه السلام_ عندما دعا ربه "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ" (البقرة: من الآية١٢٦).
وقد امتن الله على قريش بأن جعلهم آمنين في بلدهم وفي سفرهم، قال الله _تعالى_: "الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ" (قريش:٤)، وهذا الأمن كان في الجاهلية عرفاً واعتقاداً منهم، وفي الإسلام شرعة ومنهاجاً قال الله تعالى: "وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً" (آل عمران: من الآية٩٧).
الثالث: مضاعفة الرزق فيه:
لقد استجاب الله دعاء إبراهيم _عليه السلام_ كما في قوله _تعالى_: "رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ" (إبراهيم:٣٧).
وقيل: لما دعا إبراهيم عليه السلام استجاب الله دعاءه ونقل الطائف من الشام إلى مكة ولا يصح هذا، وثبت عن أنس بن مالك _رضي الله عنه_ قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما بمكة من بركة" (أخرجه البخاري في صحيحه ٤/ ٩٧، ومسلم ١/ ٩٩٤).