للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بإفشاء سرّك إليه ثم هو أفشى [سرك إلى غيرك فإن عاقبته على إفشاء سرّك إلى غيرك فأنت أحق بالعقوبة حيث أفشيت سرك إليه وما ينبغي أن يفشى] (١) السر إلى غير أمين قوله حدث امرأة حديثين فإن أبت فأربع أي انصح (٢) مرتين فإن لم تقبل منك فاسكت وأعرض عنه وتكلموا في أنَّه قال ذلك على وجه التحقيق أم على وجه التمثيل قال بعضهم على وجه التحقيق لأن الله -عَزَّ وَجَلَّ- قادر على إنطاق هذه الحيوانات بهذه الكلمات وقال بعضهم إنما قاله علي سبيل التمثيل وهو الصحيح. ذكر (عن ابن المبارك (٣) عن رجل قال أتيت يحيي بنُ يعمر (٤) في منزله فقال القاضي لا يؤتى في منزله) وقد ذكرنا هذا في باب القاضي يقضي في المسجد الجامع (٥) (قال أَبو بكر أحمد بنُ عمرو والذي يكره في هذا (٦) أن يأذن لأحد الخصمين يدخل منزله فإن في ذلك مكسرة لخصمه وتهمة للقاضي) هذا إذا كان له خصومة فإن لم يكن له خصومة فلا بأس بذلك للسلام أو لحاجة تعرض غير الخصومة (٧) والله أعلم.

[باب اليمين]

ذكر عن ابن عبَّاس -رضي الله عنها- قال قضي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باليمين علي المدّعي عليه) معناه شرعها في حقه وهذا منه - رضي الله عنه - إشارة إلى أحد شيئين إما إلى الحديث المشهور وهو ما رواه ابن عبَّاس -رضي الله عنهما-، وعبد الله بنُ عمرو بنُ العاص -رضي الله عنهما- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال البينة على المدعي واليمين على من أنكر أو يكون إشارة إلى القصة المعروفة وهو ما روي أن كنديًا خاصم حضرميًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال [الكندي (٨) بينتك


(١) زيادة من ص.
(٢) وفي س قوله البادي أظلم يعني لطمك حيث أفشيت سرك إليه وما ينبغي لك أن تفشي سرك إلى غيرك وقد كنت ضربته لأنه أفشى سرك فلطمك لأنك أفشيت سرك أولًا والبادي أظلم.
(٣) وفي س أي انصحهما.
(٤) وفي س ذكر عن عبد الله بنُ المبارك.
(٥) وفي ص في مسجد الجامع بالإضافة وفي س بعد قوله في منزله أراد به أحد الخصمين أما إذا كان الخصمان معًا لا بأس بأن يدخلا عليه.
(٦) وفي س يكره للقاضي من هذا.
(٧) وفي س بعد قوله مكسرة لخصمه فإما إذا لم يكن له خصومة فلا بأس بأن يأذن له القاضي في الدخول عليه للسلام أو لحاجة تعرض.
(٨) يحيى بن يعمر بضم الميم وفتحها القيسي الجدلي بفتح الجيم العدواني البصري روى عن أبي ذر وأبي هريرة وعلي وعمار وعائشة وابن عبَّاس -رضي الله عنهم- وعنه ابن بريدة وعكرمة وقَتَادة وسليمان التيمي روى له الستة وثقه أَبو حاتم والنَّسائي مات قبل التسعين بخراسان من الخلاصة وغيرها.

<<  <   >  >>