للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقام أحدهما بينة أنّ له خمسة أسداسه وادّعى الآخر ثلثيه وأقام (١) على ذلك بيّنة فإنّه يكون لصاحب الخمسة الأسداس ثلثا ذلك ولصاحب الثلثين ثلث ذلك) لأن مدعي الثلثين يدعي الثلثين وفي يده النصف فقد بقي إلى تمام الثلثين السدس، فيكون مدعيًا سدس ذلك الشيء مما في يد الآخر [وهو ثلث ما في يد الأخر] (٢) ومدعي الخمسة الأسداس يكون مدعيًا ثلث ذلك الشيء مما في يد الآخر وهو ثلثا ما في يد الآخر، وقد أثبت كلّ واحد منهما ما يدعيه بالبيّنة فمتى أخذ مدعي الثلثين السّدس من الآخر بقي في يد الآخر الثلث (٣) وقد أخذ من مدّعي الثلثين الثلث فصار ذلك ثلثين، ومدّعي الثلثين بقي مما كان في يده السدس وقد أخذ من مدعي الخمسة الأسداس سُدسًا آخر فاستقام التخريج، والله أعلم.

باب الرّجل يكون في يده العبد أو الفرس أو النّاقة فيدّعي رجل ذلك ويقيم بيّنة أنّه له ويقيم الّذي هو في يديه بيّنة أنّه له

ذكر (عن عبد الله بن عتبة أنه أتاه رجلان يختصمان في دابة في يد أحدهما وأقام كلّ واحد منهما البينة أنها له، فقال عبد الله هي للمتلد وهو (٤) صاحب الملك القديم) فإنّ من قدم ملكه في شيء سمي ذلك تليدًا وما حدث فيه الملك سمي طريفًا، فمعنى قوله هي للمتلد، أي لصاحب الملك القديم وهو صاحب النّتاج، وهو من ألقاب صاحب النتاج، وهذا هو المذهب عندنا، أن صاحب النتاج أولى (وكذلك إذا تنازع اثنان في ثوب يدعى أحدهما (٥) أنه نسجه إن (٦) كان الثوب لا يتكرر نسجه كانت بينة مدعي النسج أولى) لأنه بمنزلة النتاج (وإن كان ما (٧) يتكرّر عليه النسج كان (٨) بينة الخارج أولى) ذكر (عن شريح أنه اختصم إليه قوم في مهر فأقام هؤلاء البيّنة أنه مهرهم نتجوه وأقام هؤلاء البينة أنه مهرهم نتجوه وهو في يد أحدهما فقضى به شريح للذي هو في أيديهم، وقال الآخر أولى بالشبهة وبه نأخذ أن الدّعوى إن (٩) كانت في النّتاج كان بينة ذي اليد أولى) لأنها تترجّح باليد وهذا معنى قول شريح الآخرون (١٠) أولى بالشّبهة يعني الخارجون أولى، بضعف الحجّة، ثم ذكر


(١) وكان في الأصلين أقاما والصواب أقام كما في س.
(٢) بين المربعين زيادة من س.
(٣) وفي س السدس مكان الثلث ولا يصح.
(٤) وفي س والمتلد.
(٥) وفي س كل واحد منهما.
(٦) وفي س فإن كان الثوب مما لا يتكرر.
(٧) وفي س مما.
(٨) وفي س كانت.
(٩) وفي س أن الدعوى إذًا وكان في الأصل الدعوة.
(١٠) وفي س أنّ الآخرون وليس أن في قوله قبل ذلك.

<<  <   >  >>