للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

باب الرّدّ بالعيب

ذكر حديث الضّحّاك وهو ما (رُوِيَ أنّ الضّحّاك بن قيس (١) اختصم إليه في جارية وجد بها الدبيلة) (٢) وهو داء قديم يعرف أنّها (٣) ليس ممّا يحدث مثله (فقضى به على البائع وقال سفيان قول الضّحّاك أحبّ إليّ من قول شريح إذا كان يعرف أنّه ليس ممّا يحدث [مثله] (٤) أن يردّ بغير بيّنة) فقد أشار سفيان إلى أنّ هذه المسألة مختلفة بين التابعين (٥) كان من مذهب شريح، أنّ من اشترى جارية ووجد بها عيبًا لا يحدث مثله في مثل تلك المدّة نحو الأصبع الزّائدة وغير ذلك (٦) أنّ المشتري لا يملك الردّ على البائع إلا بإقراره أو بإقامة البينة، وعلى قول الضحاك يرده (٧) على البائع بدون الإقرار وبدون البيّنة، وأخذ (٨) سفيان بقول الضّحاك (وبه أخذ علماؤنا) لأنّ العيب لما كان (٩) لا يحدث مثله في مثل تلك المدّة عادة ثبت (١٠) وجوده في يد البائع عادة، وأحكام الشرع مبنيّة على عادات (١١) النّاس، ومتى (١٢) ثبت وجود العيب في يد البائع ثبت له حقّ الردّ به، ثمّ قال في الحديث وجد بها الدبيلة وقد تكلّموا فيها قال أكثرهم هو نوع من الطاعون، وقال بعضهم هو


(١) الضحاك بن قيس الفهري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن عمر وعنه الشعبي وسعيد بن جبير وميمون بن مهران ومن الصحابة معاوية بن أبي سفيان شهد فتح دمشق وتغلب عليها بعد موت يزيد ودعا إلى البيعة وعسكر بظاهرها فالتقاه مروان بمرج راهط سنة أربع وستين فقتل قيل ولد قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بست سنين (خلاصة) قلت مختلف في صحبته روي عن حبيب بن مسلمة وروى عنه من الأعلام تميم بن طرفة والحسن البصري وسماك بن حرب وعبد الملك بن عمير وشهد صفين مع معاوية وغلب على دمشق ودعا إلى بيعة ابن الزبير ثم دعا إلى نفسه وقتل بمرج راهط في ذي الحجة سنة أربع وستين ذكره مسلم في حديث روى له النسائي حديثًا واحدًا في الصلاة على الجنازة اهـ تهذيب التهذيب مختصرًا.
(٢) في المغرب الدبيلة داء في البطن من فساد يجتمع فيه وفي س الدنبلة في الحرفين.
(٣) وفي س أنه.
(٤) زيادة من س.
(٥) وكان في الأصل البائعين والصواب التابعين كما في س.
(٦) وفي س وغيره.
(٧) وفي س ترد.
(٨) وفي س فأخذ.
(٩) وفي س متى كان.
(١٠) وفي س يثبت.
(١١) وفي س عادة.
(١٢) وفي س وإذا.

<<  <   >  >>