للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدًا كل أنواع العلوم فيسأل غيره عما لم يعلمه ليفيد به علمًا والله أعلم.

باب القاضي يقضي وهو غضبان (١)

ذكر (عن عبد الرحمن بن أبي بكرة (٢) عن أبيه - رضي الله عنه - (عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يحكم الحاكم بين خصمين وهو غضبان") وذكر في هذا الباب أحاديث (٣) كلها تدل على المنع من القضاء حالة الغضب، وقد تقدم طرف من ذلك قبل هذا.

وذكر (عن شريح ما شددت على لهوات خصم ولا لقنته حجته) تروى بالشين المعجمة ثلاث من فوقها، وروي بالسين، فإن كانت الرواية بالشين فمعناه: ما قويته قال الله -عز وجل- {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} خبرًا عن موسى صلوات الله عليه، أي أقوي به (٤) ظهري، ثم قوله (ولا لقنته حجته) [تكون تفسير التقوية، لأن التقوية من القاضي تكون بطرق شتى فهو بين أحدها] (٥) وإن كانت الرواية [بالسين] (٦) فمعناه ما منعته عن إظهار حجته والإبانة عن غرضه أي لم أجعل على فمه سدًا يمنعه من الكلام، قال صاحب الكتاب (ولا ينبغي للقاضي أن يقضي وهو غضبان، لما جاء في ذلك) ولأنه لا يأمن من الغلط وقد مر هذا.

[باب ما جاء في القاضي إذا جاع]

ذكر (عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقضي القاضي إلّا وهو شعبان ريان") فلم يرد به الامتلاء حتى يصير كظيظًا، لأن ذلك يفوت الاعتدال، كالجوع المفرط والعطش المفرط يفوت الاعتدال، والقاضي وقت القضاء يجب أن يكون على أعدل أحواله، ولهذا قال أصحابنا: لا ينبغي للقاضي أن يصوم تطوعًا يوم جلوسه للقضاء لأنه ربما يلحقه جوع يمنعه عن بعض ما يجب عليه فعله (٧).


= كل أحد بعض العلوم فإنما يضم ما عند غيره إلى ما عنده بالسؤال فيجب أن يكون سؤولًا لهذا والله أعلم".
(١) وفي س "باب ما جاء في النهي للقاضي أن يقضي وهو غضبان"
(٢) وفي س "عبد الرحمن بن أبي بكر" وليس بصواب لأن أبا داود أخرج الحديث في سننه عن عبد الرحمن ابن أبي بكرة عن أبيه ولفظه "لا يقضي الحكم - وفي نسخة الحاكم بين اثنين وهو غضبان"
(٣) وكان في الأصلين. "أحاديثًا" وليس شيء والصواب ما في س.
(٤) وفي س "قوية".
(٥) وفي س "تفسير له يعني ما قويت أحد الخصمين على الآخر بتلقين الحجة".
(٦) ما بين المربع ساقط في النسخين، وعبارة س "وإن كان بالسين فالمراد منه ما منعت أحد الخصمين من أن يدلي بحجته ويظفر بحقه والله أعلم" والباقي إلى آخر الباب ساقط منها.
(٧) وفي س "لأنه ربما يلحقه جوع مفرط يضعف رأيه ويعجز عن القضاء".

<<  <   >  >>