للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر (عن أبي عبد الرحمن السلمي أن داود صلوات الله عليه لما أمر بالقضاء قطع به، فأمر أن يسألهم الشهود، قال: وأمرهم (*) أن يحلفوا باسمي، أو أبي (١) وهذا كان بعد ارتفاع السلسلة، وقصة السلسلة معروفة فيما قيل: إن سلسلة تدلت (٢) من السماء فكان الخصمان إذا حضرا عند داود صلوات الله عليه مدّ كل واحد منهما يده إليها، فمن نالها فهو المحق، ثم إن رجلًا أودع عند شيخ ذهبًا فنقر عصاه وجعل الذهب في جوفها، فلما جاء المودع جحده، فارتفعا إلى داود صلوات الله عليه، فمد المدّعي يده فنال السلسلة، ثم إن الشيخ دفع العصا التي فيها الوديعة إلى المدّعي كأنه يأمره بإمساكها حتى يمد يده ثم مد يده فنال السلسلة لأنه في تلك الحالة كان محقًا لأنه سلم الوديعة إلى صاحبها، [فتحير داود عليه الصلاة والسلام في ذلك، فنزل جبريل صلوات الله عليه وقص عليه القصة، ورفعت السلسلة، فتحيّر داود في أمر القضاء فأمره الله -عز وجل- بطلب الشهود وبأن يحلفهم باسمه -عزّ وجل-] (٣) (عن مجاهد في قوله -عزّ وجل- {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ} قال: ليست النبوة، ولكن (٤) العلم والقرآن والفقه) وقال بعضهم: الحكمة تلاوة القرآن، وقال بعضهم: بل حفظه (٥)، وقال بعضهم: الحكمة معرفة الأحكام الشرعية (٦).

ذكر (عن عمر بن عبد العزيز قال: خمس إذا أخْطَأ القاضي منهن خصلة كانت فيه وصمة: أن يكون فهمًا (٧)، وأن يكون حليمًا، وأن يكون عفيفًا، وأن يكون صلبًا (٨)، وأن يكون عالمًا سؤولًا عن العلم) الوصمة العيب، وفيه ثلاث لغات "وصمة" و"فصمة" و"قصمة"، والثانية أشد من الأولى، والثالثة أشد من الثانية في كونها عيبًا؛ نحو "القبص" و"القبض" و"الأخذ" فالأول بالأنامل، والثاني بالأصابع، والثالث بالكف؛ والخصال التي ذكرها قد ذكرناها فيما تقدم وزادها هنا قوله "سؤولًا عن العلم" (٩) لأن الله -عز وجل- لم يؤت


(*) في س "ومرهم".
(١) كذا في الأصل، وفي م "وأبي" ولم تذكره س، وفيها مكانة "ومعنى قوله قطع به أي عجز عن فصل القرض" ولعله إذا أبوا والله أعلم.
(٢) وفي م "نزلت" كذا.
(٣) وفي س "فقطع داود عن القضاء فأمره الله تعالى أن يقضي ببينة المدعي ويمين المدعى عليه".
(٤) وفي س "ولكنه".
(٥) وفي س "استظهار القرآن".
(٦) وفي س "فقه الأحكام".
(٧) وفي س "فهيمًا".
(٨) وفي س "وأن يكون صائبًا وفي بعض الروايات: صليبًا يعني صلبًا في الدين".
(٩) وفي س "أي الفهم والحلم والعفة والرأي الصائب أو الصلابة في الدين حتى لا يتبع الهوى هذه الأربعة قد ذكرناها بقي الخامس وهو أن يكون سؤولًا عن العلم وهذا لأن كل العلوم لا تؤتى كل أحد لكن يؤتى =

<<  <   >  >>