للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليها فقال ما تجد في هؤلاء الناس رجلين تثق بهما [و] (١) تشهدهما على ما في كتابك هذا) في الحديث دليل على أنّه لا بأس للإنسان أن يتحرّز عن تحمل الشهادة وقبولها (٢)، ألا ترى أن الحسن تحرّز، وهذا لأن تحمّل الشهادة وقبولها أمانة ولا بأس للإنسان أن يتحرّز عن قبول الأمانة ذكر (عن يونس أنه قال كان الحسن يَكْرَهُ الشهادة على الوصيّة المختومة، وبه أخذ علماؤنا) وبيان هذه المسألة (٣) أنّ الرّجل إذا كتب وصيّة وختمها ثمّ دعا بالشهود وقال هذه (٤) وصيّتي وختمي فاشهدوا على ما في هذا الكتاب لا يجوز هذا الإشهاد وقال جماعة من التابعين منهم سالم وعبد الملك بن يعلى (٥) قاضي البصرة وغيرهما يجوز، ومنهم من فصّل فقال إن كتب ذلك بنفسه بين يدي الشهود وختمه وأشهدهم على الكتاب والختم يجوز (٦) وإن جاء بالكتاب مختومًا وأشهدهم عليه لا يجوز، والصّحيح ما قاله الحسن، لأن (٧) كون المشهود به معلومًا للشاهد شرط لجواز الشهادة بالنصوص ولم يوجد فلا تجوز الشهادة ذكر (عن الحسن أنّه قال لا تشهد على صحيفة حتى تعلم ما فيها فإن كان عدلًا شهدت، وإن كان جورًا لم تشهد) نهى وبيّن المعنى، فإنّ الوصيّة قد تكون عدلًا بأن كان موافقًا للشرع وقد تكون جورًا بأن [كان] (٨) مخالفًا للشّرع، ولا يتبيّن أحدهما عن الآخر إلا وأن يعلم الشاهد ما في الكتاب، فإن كان عدلًا شهد (٩) على ذلك لأنّه إعانة (١٠)، على البرّ والتقوى وأنّه مندوب إليه وإن كان جورًا لا يحل له أن يشهد لأنه إعانة على الإثم والعدوان وأنه حرام ذكر حديث أبي قلابة (١١) وإنّه موافق (١٢) لحديث الحسن، وذكر عن إبراهيم ما يوافق


(١) بين المربعين زيادة من س.
(٢) وفي س عن قبول الشهادة وعن تحملها.
(٣) عبد الملك بن يعلى الليثي البصري قاضي البصرة روى عن أبيه وعمران بن حصين ومحمد بن عمر ابن حصين ورجل من قومه له صحبة وعنه حميد ويونس وقتادة وأيوب وإياس بن معاوية روى له البخاري تعليقًا ذكره ابن حبان في الثقات توفي سنة مائة من التهذيب مختصرًا.
(٤) وفي الآصفية وس وبيان المسألة.
(٥) وكان في الأصلين هذا وفي س هذه.
(٦) وفي س جاز.
(٧) وفي س أن.
(٨) زيادة من الآصفية وس.
(٩) وفي س يشهد.
(١٠) واللفظ لم يكن منقوطًا في الأصول كلها ولابد من نقطة الهاء.
(١١) هو عبد الله بن زيد بن عمرو يقال عامر بن نائل بن مالك بن عبيد بن علقمة بن سعد أبو قلابة الجرمي البصري أحد الأعلام روى عن ثابت بن الضحاك الأنصاري وسمرة بن جندب وأبي زيد عمرو بن أخطب وعمرو بن سلمة الجرمي ومالك بن الحويرث وزبنب بنت أم سلمة وأنس بن مالك الأنصاري وغيرهم من الصحابة مرسلًا ومن التابعين روى له الستة قال العجلي بصري تابعي ثقة وقال أيوب كان والله ابن الفقهاء أرادوه على القضاء فهرب إلى الشام فمات بها سنة أربع أو ست أو سبع ومائة من التهذيب مختصرًا قلت روى له الستة.
(١٢) وفي س وافق.

<<  <   >  >>