للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكتاب بيوم أو يومين فقال إذا كان [جنونه] يوما أو يومين أو أقلّ من ذلك ثمّ يفيق هكذا فشهادته جائزة في حالة الصّحة، وذكر في الباب الثّاني (عن الحسن - رضي الله عنه - أن رجلًا من قريش سرق (١) بعيرًا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقطع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده ثمّ كان يشهد بعد ذلك فتقبل شهادته وبه نقول) أن شهادة المحدود في السرقة وفي غيرها من الجنايات إذا تاب تقبل، فرق بين هذا وبين شهادة المحدود في القذف إذا تاب حيث لا تقبل، والفرق أن ردّ شهادة هؤلاء كان لأجل الفسق وبالتّوبة يرفع (٢) الفسق، وردّ شهادة المحدود في القذف إنّما كان لأنّه من تمام الحدّ، وأصل الحدّ لا يرتفع بالتّوبة فكذا (٣) ما هو من تمامه وذكر (٤) (عن عمرو بن ثابت (٥) - رضي الله عنه - قال رأيت أبا جبرة (٦) مقطوع اليد من المفصل فشهد عند المغيرة بن عبد الله - رضي الله عنه - (٧) فقال له من قطعك قال عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال ما أراه إلَّا قد (٧) ظلمك، قال لا والله ما ظلمني فأجاز شهادته) إنّما قال له ما أراه إلّا قد (٧) ظلمك امتحانًا واختبارًا له أنّه هل صحّت توبته عنده أم لا، لأنّه لو قال إنّه ظلمني (٨) لا تكون توبته صحيحة عنده لأنّه يكون ذلك تفسيقًا لعليّ بن أبي طالب (٩) - رضي الله عنه - إذ نسبه إلى الظلم فيصير هو فاسقًا في نفسه فلا تقبل شهادته فلمّا قال والله ما ظلمني فقد أقرّ أنّه صحّت توبته عنده فلم يصر فاسقًا ثمّ ذكر صاحب الكتاب آثارًا [تدل على قبول شهادة السارق بعد القطع وذكر في الباب الثالث آثارًا] (١٠) تدلّ على (١١) أن شهادة المحدود في


(١) وفي س أن رجلًا سرق.
(٢) وفي س ترتفع.
(٣) وفي س فكذلك.
(٤) وفي س ذكر.
(٥) هو عمرو بن ثابت بن هرمز البكري أبو محمد ويقال أبو ثابت الكوفي وهو عمرو بن أبي المقدام الحداد مولى بكر بن وائل روى عن أبيه وأبي إسحاق السبيعي والأعمش والحكم بن عتيبة وجماعة وذكر أنّه رأى راعيًا رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - روى عنه أبو داود الطيالسي ويحيى بن بكير ويحيى بن آدم وعبد الله بن صالح العجلي وسعيد بن منصور وآخرون روى له أبو داود وابن ماجه في تفسيره يتشيع يشتم عثمان ويفضل عليًّا على الشيخين مات سنة ١٧٢ من التهذيب.
(٦) كان في الأصل غير منقوط في س أبو جبرة ولم نجده والله أعلم من هو.
(٧) وفي س وقد.
(٨) وفي س لو أقر أنّه ظلمه على.
(٩) لفظ ابن أبي طالب ساقط من س.
(١٠) زيادة من الآصفية وس.
(١١) لفظ على ساقط من س وفي الآصفية لتدل على.

<<  <   >  >>