للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المجنون بالحديد وبالقد الشديد، ومنعه من الحركة والفساد.

(فقال أهله: إنا حدثنا) بضم الحاء (أن صاحبكم هذا) يعني: رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (قد جاء بخبر) وللنسائي في رواية: فأتينا على حي من العرب فقالوا: إنا نبئنا أنكم قد جئتم من عند هذا الرجل بخير (١). يشبه أن يراد بهذا الخبرِ الخبرُ عن اللَّه تعالى العظيم (فهل عندك شيء نداويه به) (٢) وللنسائي: فهل عندكم من دواء أو رقية؟ فقلنا: نعم، فجاؤوا بمعتوه في القيود (٣).

(فرقيته) بفتح القاف (بفاتحة الكتاب) سميت بذلك؛ لأن قراءة القرآن تفتتح بها لفظًا وتفتتح بها الكتابة في المصحف، وتفتتح بها الصلوات. (فبرأ) بإذن اللَّه تعالى.

وفيه دليل على رد قول جهلة الأطباء وسقطتهم، فإنهم ينكرون صرع الأرواح، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع، وليس معهم إلا الجهل إذ ليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك، والحس والوجود شاهد به، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط، وقدماء الأطباء كانوا يسمون هذا الصرع: المرض الإلهي. وفيه دليل على برء المصروع بالآيات من كتاب اللَّه من الفاتحة وغيرها، وقد أفاق كثير من المصروعين


(١) رواه النسائي في "السنن الكبرى" ٦/ ٢٥٦ (١٠٨٧١). بلفظ: "فأتينا على حي من العرب" دون بقية لفظ الشارح. ورواه بهذا اللفظ كاملًا أحمد ٥/ ٢١١.
(٢) ورد في هامش (ح) وفي صلب (ل)، (م): نسخة فهل عندك شيء تداووا به.
(٣) "السنن الكبرى" ٦/ ٢٥٦ (١٠٨٧١) بهذا اللفظ دون لفظ: فقلنا: نعم. وبهذا اللفظ كاملًا رواه أحمد ٥/ ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>