للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولأبي عوانة: "وسهل لنا أبواب رزقك (١)، [اللهم إني أسألك من فضلك العظيم"] (٢)، وفي "الشفا": ["اللهم سهل] (٣) لنا أبواب رزقك (٤). ولابن السني: وأعذني من الشيطان الرجيم" (إلى الصفا) جمع صفاة وهي الحجارة الملس، مشتق من صفا يصفو إذا خلص من التراب والطين، قال الشعبي: كان على الصفا صنم يقال له في الجاهلية إساف، قال الشافعية: السنة لمن خرج إلى الصفا للسعي أن يقطع عرض الوادي (٥).

(فلما دنا من الصفا) أي بحيث أن يكون بينه وبين الصفا قريبًا من ثلاثة أذرع (قرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}) أي: مواضع عباداته التي أشعرها الله أي: جعلها إعلامًا لخلقه، والشعار: العلامة، فجعل الله هذين الجبلين علامة على العبادة بالسعي بينهما والرقي عليهما وقراءة الآية قبل رقيهما ليتذكر أمر الله بالعبادة ليكون فعله (٦) ممتثلًا لأمر الله، وهذا جار في العبادات التي ورد النص بها في الكتاب والسنة.

ومن هذا ما قال بعضهم: يستحب لمن توضأ أن يتذكر عند غسل وجهه قوله تعالى: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ}، وعند غسل يديه: {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ}، وعند مسح رأسه: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ}، وعند غسل


(١) "مستخرج أبي عوانة" ١/ ٣٤٥.
(٢) سقط من (م).
(٣) في (م): ويسر لنا.
(٤) "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" ٢/ ٨٨.
(٥) "المجموع" ٨/ ١٤٣. بمعناه.
(٦) في (م): فعلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>