للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فوجدوا المسك) الذي لحيي فيها (١)، وفي هذِه الزيادة دليل على تقرير المتهم بالعقوبة ونحوها حتى يقر على ما أخفاه عن الأمير (فقتل) بفتح القاف والتاء، يعني: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قال الشيخ قطب الدين في "المورد العذب" (٢): فأمر به الزبير بن العوام فقال: عذبه حتى تستأصل من عنده الباقي، ثم دفعه إلى محمد ابن مسلمة فضرب عنقه بأخيه محمود بن مسلمة (٣). كنانة بن الربيع (ابن أبي الحقيق) بضم الحاء وفتح القاف الأولى مصغر. وفي رواية البلاذري المتقدمة ابني (٤) أبي الحقيق وأحدهما زوج صفية بنت حيي ابن أخطب (٥) بن سعية من بني إسرائيل من سبط هارون عليه السلام، وكان


(١) "فتوح البلدان" ١/ ٢٦.
(٢) قال حاجي خليفة في "كشف الظنون" ٢/ ١٠١٢: قطب الدين: عبد الكريم بن محمد (عبد الكريم بن عبد النور) الحنفي الحلبي المتوفى: سنة ٧٣٥، خمس وثلاثين وسبعمائة وكتابه "المورد العذب الهني في الكلام على سيرة عبد الغني".
(٣) تمام هذا السياق: وَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بكِنَانَةَ بْنِ الرّبِيعِ وَكَانَ عِنْدَهُ كَنْزُ بَنِي النّضِيرِ فَسَأَلَهُ عَنْهُ فَجَحَدَ أَنْ يَكُونَ يَعْرِفُ مَكَانَهُ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رجُلٌ مِنْ يَهُودَ فَقَالَ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: إنّي رَأَيْت كِنَانَةَ يُطِيفُ بهذِه الخَرِبَةِ كُلّ غَدَاةٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِكِنَانَةَ: "أَرَأَيْت إنْ وَجَدْنَاهُ عِنْدَك أَأَقْتُلُك؟ " قَالَ: نَعَمْ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بالْخَرِبَةِ فَحُفِرَتْ فَأَخْرَجَ مِنْهَا بَعْضَ كَنْزِهِمْ، ثُمّ سَأَلَهُ عَمّا بَقِيَ فَأَبَى أَنْ يُؤدِيَهُ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الزّبَيْرَ بْنَ العَوّامِ فَقَالَ: عَذّبْهُ حَتّى تَسْتَأْصِلَ مَا عِنْدَهُ، فَكَانَ الزُّبَيْرُ يَقْدَحُ بِزَنْدِ فِي صَدْرِهِ حَتّى أَشْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ، ثُمّ دَفَعَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ بِأَخِيهِ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ. انتهى من "السيرة النبوية" لابن هشام ٢/ ٣٣٦، "تاريخ الطبري" ٢/ ٣٤.
(٤) في (ر): ابن.
(٥) "فتوح البلدان" ١/ ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>