للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

- أنها نزلت في الأخنس بن شريق، واسمه أبيّ، والأخنس لقب، وذلك أنه جاء إلى النبي فأظهر الإسلام، وقال: والله يعلم إني لصادق، ثم هرب بعد ذلك، فمر بقوم مسلمين فأحرق زرعهم، وعقر حُمُرَهم، فنَزلت فيه الآيات. ذكره السُّدي (ت: ١٢٨) (١)، وقال عنه ابن عطية (ت: ٥٤٦): (ما ثبت قط أن الأخنس أسلم) (٢).

- وقيل نزلت في قومٍ من المنافقين تكلموا في السرية التي بعثها النبي للرجيع، فأُصيبت، فقال رجالٌ من المنافقين: يا ويح هؤلاء المقتولين الذين هلكوا هكذا، لا هم قعدوا في بيوتهم، ولا هم أَدَّوا رسالة صاحبهم، فنَزلت الآيات في صفات هؤلاء المنافقين، وفي الثناء على المُستَشهدين. ورُويَ هذا عن ابن عباس . (٣)

وفي قوله تعالى ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ﴾ [البقرة ٢٠٧]، ورد أنها نزلت:

- في المهاجرين والأنصار، قاله قتادة (ت: ١١٧) (٤)، وهذا على رأي من جعل ما قبلها في الأخنس بن شريق (٥)، أو في شهداء غزوة الرجيع (٦).

- وقيل في رجال من المهاجرين بأعيانهم، كصهيب بن سنان الرومي ، قاله ابن عباس وأنس وسعيد بن المسيب (ت: ٩٤)، وأبو عثمان النهدي (٧)


(١) جامع البيان ٢/ ٤٢٥.
(٢) المحرر الوجيز ١/ ٢٧٩.
(٣) جامع البيان ٢/ ٤٢٦، وفي إسناده: محمد بن أبي محمد، مولى زيد بن ثابت، مجهول، تفرد عنه ابن إسحاق، وقد جعل ابن حجر روايته من قبيل المقبول، وقال السيوطي عن طريق ابن إسحاق عنه: (وهي طريق جيدة، وإسنادها حسن). ينظر: التقريب (ص: ٨٩٤)، والعجاب في بيان الأسباب ١/ ٢٠٥، والإتقان ٢/ ٣٧٥.
(٤) جامع البيان ٢/ ٤٣٧.
(٥) المحرر الوجيز ١/ ٢٨١.
(٦) جامع البيان ٢/ ٤٣٧.
(٧) عبد الرحمن بن مُِلّ- وقيل: مَلي- بن عمرو بن عديّ البصري، مخضرم مُعَمّر ثقة، من سادات العلماء العاملين، عاش مئة وثلاثين سنة، ومات سنة (١٠٠). ينظر: السير ٤/ ١٧٥، والبداية والنهاية ٩/ ١٦٢.

<<  <   >  >>