للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ت: ١٠٠)، وعكرمة (ت: ١٠٥)، وجماعة (١). - وقيل فيه وفي أبي ذر الغفاري جندب بن السكن ، ذكره عكرمة (ت: ١٠٥) (٢).

ومن فَسَّرَ الآية الأولى بالعموم حمل هذه على العموم أيضًا، وهو الأصح؛ فإن العبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب، قال ابن جرير (ت: ٣١٠): (وأما ما رُوي من نزول الآية في أمر صهيب، فإن ذلك غير مستنكر؛ إذ كان غير مدفوع جواز نزول آيةٍ من عند الله على رسوله بسبب من الأسباب، والمَعنِيُّ بها كُلّ من شمله ظاهرها) (٣).

وذاكر سعيدٌ المقبري (٤) (ت: ١٢٣) محمدَ بن كعب القُرَظي (ت: ١٠٨)، فقال سعيد: (إن في بعض الكتب: إن لله عبادا ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمَرُّ من الصَّبِر، لبسوا للناس مسوك الضأن من اللين، يجترُّون الدنيا بالدين، قال الله : أَعَلَيّ يجترئون؟ وبي يغترون؟ وعزتي لأبعثن عليهم فتنة تترك الحليم منهم حيران. فقال محمد بن كعب: هذا في كتاب الله جل ثناؤه. فقال سعيد: وأين هو من كتاب الله؟ قال: قول الله ﷿ ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (٢٠٤) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الفَسَادَ﴾ [البقرة ٢٠٤ - ٢٠٥] فقال سعيد: قد عرفتَُ فيمن أنزلت هذه الآية. فقال محمد بن كعب: إن الآية تنْزل في الرجل ثم تكون عامة بعد) (٥)، قال ابن كثير (ت: ٧٧٤) بعد ذكره لهذا الحديث: (وهذا الذي قاله القُرَظِي حسنٌ صحيح). (٦)


(١) تفسير ابن كثير ٢/ ٥٢٥، ونسبه الثعلبي (ت: ٤٢٧) لأكثر المفسرين. ينظر: الكشف والبيان ٢/ ١٢٤.
(٢) جامع البيان ٢/ ٤٣٧.
(٣) جامع البيان ٢/ ٤٣٩.
(٤) سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري، أبو سعد المدني، ثقة فقيه، مات سنة (١٢٣). ينظر: الكاشف ١/ ٣٦١، والتقريب (ص: ٣٧٩).
(٥) حسنٌ لغيره، ينظر تخريجه ودراسته في الاستدراك رقم (٦٥) (ص: ٣١٩).
(٦) تفسير القرآن العظيم ٢/ ٥٢٣.

<<  <   >  >>