للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مثله عن الزبير بن العوام قال: (أنزل الله فينا خاصة معشر قريش والأنصار ﴿وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ [الأنفال ٧٥]، وذلك أنَّا معشر قريش لما قدمنا المدينة قدمنا ولا أموال لنا، فوجدنا الأنصار نعم الإخوان، فواخيناهم وتوارثنا، فآخى أبو بكر خارجةَ بن زيد، وآخى عمرُ فلانًا، وآخى عثمان رجلًا من بني زُرَيق بن سعد الزرقي، قال الزبير: وواخيت أنا كعب بن مالك، ووارثونا ووارثناهم، فلما كان يوم أحد، قيل لي: قتل أخوك كعب بن مالك، فجئته فانتقلته، فوجدت السلاح قد ثَقَّلَه فيما نرى، فوالله يا بُني لو مات يومئذ عن الدنيا ما ورثه غيري، حتى أنزل الله هذه الآية فينا معشر قريش والأنصار خاصة، فرجعنا إلى مواريثنا) (١)، وعن ابن الزبير أنه كتب إلى شريح القاضي (ت: ٧٨) (٢): (إنما نزلت هذه الآية أن الرجل كان يُعاقد الرجل يقول: ترثني وأرثك، فنَزلت ﴿وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ [الأنفال ٧٥]، فلما نزلت تُرِكَ ذلك) (٣)، وممَّن قال بنسخ هذه الآية لتوارث المهاجرين والأنصار بعضهم من بعض دون الأعراب ومن لم يُهاجر: مجاهد (ت: ١٠٤)، وعكرمة (ت: ١٠٥)، والحسن (ت: ١١٠)، وقتادة (ت: ١١٧)، والسُدِّي (ت: ١٢٨)، وابن زيد (ت: ١٨٢)، وغيرهم. (٤)

وذكر الجصاص (ت: ٣٧٠) رأيَ ابن مسعود هذا ثُمَّ قال: (وليس هو كذلك عند


(١) تفسير ابن أبي حاتم ٥/ ١٧٤٢ (٩٢٠٦)، والدر ٤/ ١٠٧.
(٢) شريح بن الحارث بن قيس الكِندِي، أبو أمية الكوفي، القاضي، عالمٌ فقيه مُخضرم، توفي سنة (٧٨) وقيل غيرها. ينظر: طبقات ابن سعد ٦/ ٤٢٨، والسير ٤/ ١٠٠.
(٣) جامع البيان ١٠/ ٧٥ (١٢٧١٢)، والدر ٤/ ١٠٧.
(٤) ينظر: أحكام القرآن، للقاضي إسماعيل بن إسحاق (ص: ١٠٤)، وجامع البيان ١٠/ ٦٧، وقد ذَكَرَت ذلك جُلُّ كتب النسخ في القرآن، نحو: الناسخ والمنسوخ، للزهري (ص: ٢٧)، والناسخ والمنسوخ، للنحاس ١/ ٤٧٤، والإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه (ص: ٣٠٤)، والمُصَفَّى بأكف أهل الرسوخ (ص: ٣٧)، والناسخ والمنسوخ، لابن حزم ١/ ٣٩، وناسخ القرآن العزيز ومنسوخه (ص: ٣٥).

<<  <   >  >>