للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكلم عن مواضعه .. ، وهذه طريق يشترك فيها جميع أهل البدع الكِبار والصغار، فهي طريق الجهمية، والمعتزلة، ومن دخل في التأويل من الفلاسفة، والباطنية، والملاحدة) (١)، وقال الكافيجي (٢) (ت: ٨٧٩): (فمن يجعل الرأي عِيَارًا لما جاء به القرآن، فيفسر القرآن على موافقة رأيه، تقريرًا لرأيه، ويترك المفهوم المُتعارف من اللفظ، ولا يتهم رأيه لدى ظاهر القرآن، وذلك نحو صنيع كثير من المعتزلة، فإنهم يفسرون القرآن بما تقرر عندهم من الآراء الفاسدة .. ، وهذا منهم اعتقاد فاسد، فإن ترك ظاهر القرآن وعمومه، وتصويب رأي نفسه، ظاهر الفساد ومخالف للإجماع، إذ لا دليل يقتضي ترك العمل بالظواهر) (٣).

ثامنًا: أنه المعروف من تفسير الصحابة ، فعن ابن مسعود قال: (﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾ [آل عمران ١٠٢]: أن يُطَاع فلا يُعصى، ويُذكَر فلا يُنسَى، ويُشكَر فلا يُكفَر) (٤)، وقال أنس بن مالك : (لا يَتَّقي اللهَ العبدُ حتى يَخْزُنَ لسانه) (٥)، وهذه الأقوال كقول ابن عباس ، وإنما تنوعت العبارة. وهو المروي عن جماعة المفسرين، كالربيع بن خثيم (٦) (ت: ٦٣)، وإبراهيم النخعي (ت: ٩٦)،


(١) مجموع الفتاوى ١٧/ ٣٥٥.
(٢) محمد بن سليمان بن سعيد الرومي الحنفي، أبو عبد الله محي الدين، عرف بالكافيجي، عالم باللغة والنحو، صنف التيسير في قواعد علم التفسير، وغيره، توفي سنة (٨٧٩). ينظر: بغية الوعاة ١/ ١١٧، وشذرات الذهب ٩/ ٤٨٨.
(٣) التيسير في قواعد علم التفسير (ص: ١٣٨)، وينظر: التبيان في آداب حملة القرآن (ص: ١٦٧).
(٤) أخرجه الثوري في تفسيره (ص: ٧٩) (١٥٦)، وابن وهب في تفسيره ٢/ ٨٥ (١٦١)، وابن جرير ٤/ ٣٨ (٥٩٥٧)، وابن أبي حاتم ٣/ ٧٢٢ (٣٩٠٨)، وإسناده صحيح، ينظر: تفسير ابن كثير ٢/ ٧٤٣، والفتح السماوي ١/ ٣٩١.
(٥) تفسير ابن أبي حاتم ٣/ ٧٢٢.
(٦) ربيع بن خُثَيم بن عائذ بن عبد الله، أبو يزيد الكوفي، ثقة عابد مُخَضرم، من أجَلِّ أصحاب ابن مسعود ، توفي سنة (٦٣). ينظر: السير ٤/ ٢٥٨، والتقريب (ص: ٣١٩).

<<  <   >  >>