للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن عطية (ت: ٥٤٦): (وقالت عائشة: الرؤيا في الإسراء رؤيا منام. وهذا قولٌ الجمهور على خلافه، وهذه الآية تقضي بفساده؛ وذلك أن رؤيا المنام لا فتنةَ فيها، وما كان أحدٌ ليُنكِرها) (١)، وقال ابن تيمية (ت: ٧٢٨): (وهذه رؤيا الآيات؛ لأنه أخبر الناس بما رآه بعينه ليلة المعراج فكان ذلك فتنةً لهم، حيث صدَّقَه قومٌ، وكذَّبَه قوم) (٢).

وقول ابن عباس في هذه الآية هو الصواب، وعليه جمهور المفسرين، بل قال عنه ابن جرير (ت: ٣١٠): (وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب؛ لإجماع الحجة من أهل التأويل على أن هذه الآية إنما نزلت في ذلك، وإيَّاه عنى الله ﷿ بِها) (٣)، وقال بهذا المعنى: عائشة، ومعاوية (٤)، ومسروق (ت: ٦٣)، وسعيد بن جبير (ت: ٩٤)، وإبراهيم النخعي (ت: ٩٦)، ومجاهد (ت: ١٠٤)، وعكرمة (ت: ١٠٥)، والضحاك (ت: ١٠٥)، والحسن (ت: ١١٠)، وقتادة (ت: ١١٧)، وابن زيد (ت: ١٨٢)، وغيرهم (٥). واختاره مقاتل (ت: ١٥٠)، ويحيى بن سلاَّم (ت: ٢٠٠)، وابن قتيبة (ت: ٢٧٦)، وابن جرير (ت: ٣١٠)، والنحاس (ت: ٣٣٨)، والسمرقندي (ت: ٣٧٥)،


(١) الجامع لأحكام القرآن ١٠/ ١٨٣، وينظر: نور المسرى في تفسير آية الإسرا (ص: ١٠٩).
(٢) جامع المسائل ١/ ١٠٨.
(٣) جامع البيان ١٥/ ١٤١، وينظر: تهذيب الآثار ١/ ٤٥٣. ويُتَنَبَّهُ هنا إلى مذهب ابن جرير في حكاية الإجماع، فإنه لا يعتدُّ بخلاف الواحد والاثنين فيه، بل ربما ذكر إجماعًا في الآية بعد أن يذكر الخلاف فيها، ومن الأمثلة في ذلك في تفسيره: ١/ ١١٢، ١٨٣، و ٢/ ٤٧، ٤٠١، و ٥/ ٧٨. وهذا مذهبٌ لبعض الأصوليين، كأبي الحسن الخيَّاط، وأبي بكر الجصاص، وهو وجه عن أحمد، ومال إليه أبو محمد الجويني، والجمهور على خلافه. ينظر: المستصفى ١/ ١٤٦، وروضة الناظر ١/ ٢٩٤، والبحر المحيط في الأصول ٣/ ٥٢٣، وشرح الكوكب المنير ٢/ ٢٢٩.
(٤) ينظر: الجامع لأحكام القرآن ١٠/ ١٨٣.
(٥) ينظر: جامع البيان ١٥/ ١٣٨، والرسالة الوافية (ص: ٣٣)، والجامع لأحكام القرآن ١٠/ ١٨٣، وتفسير ابن كثير ٥/ ٢١٠٦.

<<  <   >  >>