للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد قال الرازي (ت: ٦٠٤) بعد فراغه من إحدى المسائل في تفسيره: (ولنرجع إلى التفسير) (١).

ويُلاحظ هنا أن هذه الجوانب الثلاثة إنما ذُكرَت في كتب التفسير لعلاقتها بالقرآن الكريم، لا لأنها هي التفسير بمفردها بلا بيان للمعنى، إذ إنها تابعةٌ للمعنى المُبَيَّن، ومبنيَّةٌ عليه، فإذا توقف البيان والفهم عليها فهي من التفسير، فإن لم يتوقفا عليها فهي زائدة عن حَدِّ التفسير، ذُكِرَت في كتب التفسير لعلاقتها بالقرآن الكريم، وقد يستفيد التفسير منها (٢).


(١) التفسير الكبير ٢٧/ ١٤٤.
(٢) قال ابن أبي حاتم (ت: ٣٢٧) في مقدمة تفسيره ١/ ١٤: (سألني جماعة من إخواني إخراج تفسير القرآن مختصرًا بأصح الأسانيد، وحذف الطرق والشواهد، والحروف والروايات وتنْزيل السور، وأن نقصد لإخراج التفسير مُجَرَّدًا دون غيره، مُتقصّين تفسير الآي حتى لا نترك حرفًا من القرآن يوجد له تفسير إلا أخرج ذلك)، وقال الشوكاني (ت: ١٢٥٠) في مفتتح سورة الإسراء: (واعلم أنه قد أطال كثيرٌ من المفسرين كابن كثير والسيوطي وغيرهما في هذا الموضع بذكر الأحاديث الواردة في الإسراء على اختلاف ألفاظها، وليس في ذلك كثير فائدة؛ فهي معروفة في موضعها من كتب الحديث، وهكذا أطالوا بذكر فضائل المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وهو مبحث آخر. والمقصود في كتب التفسير ما يتعلق بتفسير ألفاظ الكتاب العزيز، وذكر أسباب النُّزول، وبيان ما يؤخذ منه من المسائل الشرعية، وما عدا ذلك فهو فضلة لا تدعو إليه حاجة). فتح القدير ٣/ ٢٨٩.
وفي تآلِيف المُتقدمين ما يُشعِرُ بذلك التمييز، فللكرماني محمود بن حمزة (ت: بعد ٥٠٠) كتاب «لباب التفسير»، وله «غرائب التنْزيل وعجائب التأويل»، وللسيوطي (ت: ٩١١) «الدر المنثور» وشَطرُ تفسير «الجلالين»، وله أيضًا «الإكليل في استنباط التنْزيل». وفي الدلالة على ذلك تصريحًا أو تعريضًا ينظر: مقدمة الثعلبي لتفسيره ١/ ٧٥، والصواعق المرسلة ١/ ٣٣١، والموافقات ٢/ ١٠٥، وتفسير سورة العصر، لعبد العزيز قارئ (ص: ٧)، والتفسير اللغوي للقرآن الكريم (ص: ٢١).

<<  <   >  >>