للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مات ابنه عبد الله: دَعُوه فإنما هو رجلٌ أبتَر لا عَقِبَ له، لو هلك لانقطع ذِكره، واسترحتم منه (١). فناسَب ذلك أن يذكر عظيمَ نِعَمه، وجليل فضله على رسوله في الدنيا والآخرة، وهو القول بالعموم على ما سَبَق.

السابع: أن أكثر المفسرين على عدم التخصيص، ثُمَّ هُمْ بعد ذلك على قسمين:

- فمنهم من يُحَدِّد معنىً للآية على جِهَة التمثيل (٢)، كقول عكرمة (ت: ١٠٥): (هو: النبوة)، وقول الحسن (ت: ١١٠): (هو: القرآن). (٣)

- ومنهم من يَختارُ العموم مُطلَقًا بلا تَمثيل (٤)، كقول السمرقندي (ت: ٣٧٥): (يعني: الخير الكثير) (٥)، وقول ابن عطية (ت: ٥٤٦): (كأنه يقول في هذه الآية: إنا أعطيناك الحظ الأعظم .. ، فنعمَ ما ذَهَبَ إليه ابن عباس، ونِعمَ ما تَمَّمَ به ابن جبير (٦).

ولا شَكَّ أن البيان النبوي السابق عن الكوثر يدخُلُ دُخُولًا أَوَّلِيًّا في معنى الآية عند اختيار العموم، كما أشار إلى ذلك ابن عباس ، وسعيد بن جبير (ت: ٩٥).


(١) ينظر: جامع البيان ٣٠/ ٤٢٦، وأسباب النُّزول (ص: ٤٦٦).
(٢) بلغت الأقوال في هذا القسم أكثر من ستة وعشرين قولًا. ينظر: الكشف والبيان ١٠/ ٣١٠، والبحر المحيط ٨/ ٥٢٠، وروح المعاني ٣٠/ ٦٦١.
(٣) ينظر: جامع البيان ٣٠/ ٤١٧، والكشف والبيان ١٠/ ٣١٠.
(٤) ينظر: معاني القرآن، للفراء ٣/ ٢٩٥، وتفسير غريب القرآن (ص: ٤٧٤)، ومعاني القرآن وإعرابه ٥/ ٣٦٩، ونكت القرآن ٤/ ٥٥٣، وتهذيب اللغة ١٠/ ١٠٢، وبحر العلوم ٣/ ٥١٩، والوجيز ٢/ ١٢٣٦، والمحرر الوجيز ٥/ ٥٢٩، والكشاف ٤/ ٨٠٢، وأنوار التنْزيل ٢/ ١١٧٥، ومقدمة تفسير ابن النقيب (ص: ٥٢٢)، ومجموع الفتاوى ١٦/ ٥٢٦، وتفسير ابن كثير ٨/ ٣٨٧٧، وتفسير الحداد ٧/ ٢٧٩، وروح المعاني ٣٠/ ٦٦٢، وتيسير الكريم الرحمن ٢/ ١٠٦٧، والتحرير والتنوير ٣٠/ ٥٧٣، وتفسير ابن عثيمين (ص: ٣٣١).
(٥) بحر العلوم ٣/ ٥١٩.
(٦) المحرر الوجيز ٥/ ٥٢٩.

<<  <   >  >>