للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيُطعِمان مكان كُلِّ يومٍ مسكينًا) (١).

٤ - سُئِلَ الحسنُ عن قوله تعالى ﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ﴾ [المائدة ٤٥]: (أهِيَ عليهم خاصَّةٌ؟ قالَ: عليهم وعلى الناس عامَّةً) (٢).

هذه جُملَةُ الموضوعات العامَّة للاستدراكات، وما يندرج تحتها من موضوعاتٍ جزئيةٍ تابعةٍ لها وغيرِ خارجةٍ عنها. ويلاحَظُ في هذه الموضوعات العامَّة التَنَوُّعُ الظاهر الذي يشيرُ إلى انتشار هذا الأسلوب في علم التفسير وتأصُّلِه في وجوهه وأنواعه.

وقد دارت أغراضُ الاستدراكات في التفسير بين غرضين رئيسيين:

الأول: رَدُّ القول المُستَدرَك عليه وإبطاله، وإصلاح خطئِه، مع بيان وجه نقده واعتراضه أحيانًا.

والثاني: تكميلُ نقصِ القول المُستَدرَك، وإزالة لَبْسِه، وتوجيه السامع إلى معنىً أولى منه لوجه من وجوه الترجيح التي تُذكَر أحيانًا.

كما دارت طُرُقُ الاستدراكات في التفسير بين طريقين:

أوَّلُهما: أن يَذكُرَ المفسرُ قولًا في الآية ثم يستدرك عليه.

وثانيهما: أن يُذكَر للمفسرِ قولٌ في الآية فيستدرك عليه.

ولَمَّا كانت الاستدراكات في التفسير عند السلف بهذه المثابة والانتشار، صارت بعد ذلك منهجًا مسلوكًا في كثير من كتب التفسير، ورُبَّما أُفرِدت كُتُبٌ خاصَّةٌ في الاستدراكات على تفاسير متقدمة (٣)، ولم يَخلُ من ذلك سوى التفاسير المختصرة


(١) أخرجه البخاري في صحيحه ٨/ ٢٨ (٤٥٠٥).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١١٤٤ (٦٤٣٦).
(٣) نحو كتابَي: «مباحثُ التفسير» أو «الاستدراك» لأحمد بن محمد بن مظفر الرازي (٦٣١)، وهو استدراكات على تفسير الثعلبي «الكشف والبيان»، ويحقق الآن في جامعة أم القرى في رسالة ماجستير. وينظر: طبقات المفسرين، للداوودي (ص: ٦٤)، ومعجم المفسرين ١/ ٦٥. وكتاب «المُتَدارك على المَدارك» لابن الضياء العَدَويّ؛ محمد بن أحمد الصاغاني الحنفي (ت: ٨٥٤)، عَمِلَه على تفسير النسفي، ووصل فيه إلى آخر سورة هود، وأتَمَّه أبوه. ينظر: الضوء اللامع ٧/ ٨٤.

<<  <   >  >>