للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابن مَعين في رواية الغَلَابي: لم يكن أحد أثبت في ابن عَون من أَزهَر، وبعده سُلَيم بن أَخضَر. "تهذيب التهذيب" ١/ ١٠٥، و"موسوعة أَقوال يحيى بن معين" ترجمة أَزهر (١).

ومنه حديث عَلْقَمة بن قَيْس النَّخَعي، عن عبد الله بن مَسْعود، قال: كُنّا نُسَلِّم على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يُصَلِّي ... الحديثَ، فنقلنا في الفوائد:

قال ابن أَبي حاتم: سأَلتُ أَبي عَن حَديث؛ رواه ابن فُضَيل، عَن الأَعمش، عَن إِبراهيم، عَن عَلقَمة، عَن عَبد الله، قال: سَلَّمتُ على النَّبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الصَّلاة، فَرَدَّ عَلَيَّ، فَلما قَدِمتُ من الحبشة ... وذكر الحَدِيث.

قال أَبي: هذا خطأٌ، إِنما يَروي الأَعمَش، عَن إِبراهيم، عَن عَبد الله، عَن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - مُرسَلًا، لَا يقول فيه: عَلقَمة. "علل الحَدِيث" (٢٧٤).

وقلنا: هذا الحديث لم يتفرد محمد بن فضيل بروايته عن الأعمش، بل تابعه هُرَيْم بن سُفيان، وأَبو عَوانة الوَضَّاح، عَن سُلَيمان الأَعمَش، عَن إِبراهيم بن يَزيد النَّخَعي، عَن عَلقَمة بن قَيس، فانتفى الخطأ (٢).

ومنه حديث سالم بن عبد الله بن عُمر: أنَّ عبدَ الله بن عُمر قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنما الناسُ كالإبل المِئة، لا تكادُ تجد فيها راحلة"، وهو حديثٌ في الصحيحين وغيرهما من رواية الزُّهريّ عن سالم، به. وقد نقلنا في الفوائد قول الدَّارَقُطْنِي: يرويه الزُّهريّ عن سالم، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وخالفه نافِع، فرواه عَن ابن عُمر، عَن عُمر، قَولَهُ؛ حَدَّثَ به ابن عَجلَان، عَن نافِع كذلك، وقيل: هو الصَّحيح. "العِلل" (٣٠٢٢).

فقلنا: ليس الأمر كما قال الدَّارقُطني، وابن عَجلان لا يُحكم له بالصحة إِذا خالف الزُّهرِي مطلقًا، فكيف إِذا رَوَى ابن عَجلان عَن نافِع؟!

قال عَبد الله بن أَحمد بن حَنبل: حَدَّثني ابن خلَّاد، قال: سَمِعت يَحيَى، يَعني ابن سَعيد القَطَّان، يقول: كان ابن عَجلان مضطربًا في حَدِيث نافِع، ولم يكن له تلك القيمة عنده. "العِلل" (٤٩٤٥)، و"الضُّعفاء" للعقيلي ٥/ ٣٥٤ (٣).


(١) المسند المصنف المعلل، حديث (١٦٣٨).
(٢) المسند المصنف المعلل، حديث (٨٤١١).
(٣) المسند المصنف المعلل، حديث (٧٥٧٧).