الأفعال، أو الاشتباه في الأقوال، ننطق بالاعتراض، ونخرج عن طريق الاستسلام، والتسليم إلى التسخط على من لنا طريق إلى الاعتراض عليه. يشهد لذلك يوم عمر. والقضايا دأب الصحابة، وطرحهم في الشكوك الموبقة بما كان تحته شبهة تزيلها كلمة أقال لكم العام وحشوه من خمر اوترنه وترا، ونفخة في مزمار، ويختل الوقار. وبقلبه خلاعة. وأدنى غضب يعترض يهيج من غليان دم القلب، طلب الانتقام على الذنب، حتى يصير كالسبع الضاري، والأسد الصائل، ممن تحيله الحاجات. والغناء كذا؛ كيف يزري على أهل الدنيا.
كان لنا شيخ بدرب الديوان يعرف بابن زيدان، له حلقة بجامع المهدي يتكلم فيها بالمعارف والمواجيد ولسان التصوف، وكان شطاحًا بالإضافة إلى أصحاب الأحوال. وإلى جنب حلقته حلقة الشيخ الدياب من أصحاب عبد الصمد. فقال ابن زيدان له: أقوام الجواري عندهم كهذه السواري. فقال الدياب: والله إن هذاك بلي بعشق مغنية حمل وراءها طبلها. أما رأيت صاحب الشرع كيف عزل وأبعد عن مقامات الرأي والعقل والتعبد للرب؟ فقال:"إذا حضرت الصلاة والعشاء، فابدوا بالعشاء." ليس هذا لما يعتقده البله من أنه تقديم لحظ النفس على حق الرب؛ لكن لعلمه بأن الجائع لا يصلح لخدمة الحق. فاشتغال الشيء الذي يحتاج إلى اجتماعه