للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الطائر الذي شكله من طين، فقال: {وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرًا بإذني}.

فهل أحد من أهل السنة ذهب إلى ما ضلت به الحلولية، وأن الروح قديمة، وأن لله صفة تسمى بالروح، ولله صفة تسمى بالنفخ، وأنها حلت في آدم وفي فرج مريم؟ فمن قولب الظاهرية ((لا، )) قلنا: فما الذي صرفكم ومنعكم عن وصفه بأنه نافخ، وأن لذاته صفة يقال لها النفخ، وأنها على ظاهرها من إخراج هواء أو ريح من فم مجوف إلى إنسان مجوف وهو آدم، وشخص آخر مجوف وهي مريم؟ فستقولون لأن الله - سبحانه- قديم، ولا يجوز لقديم أن يحل في محدث، ولأنه قال - سبحانه-: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون}، وقوله: {ليس كمثله شئ}. والنافخ والمنفوخ بظاهر اللفظ كله أمثال وأشكال.

قلنا: فهذا بعينه هو الذي يوجب عليكم أن تنهوا عن الله. وصفة من صفاته أن يعجن الطين وينسل من بين أصابعه كما ينسل؟ ؟ يد الكواز. ويوجب عليكم أن تنفوا أن تلج صفة الله، وهي الرجل والقدم، في النار لزًا لها؟ ؟ . فتارة تجعلونه عاجنًا للطين بيد هي صفة لذاته، وتارة تجعلونه دائسًا للنار برجله. والباري كشف ستره في ذلك وهتك ستر هؤلاء المتوهمة بقوله: {يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم}.

<<  <  ج: ص:  >  >>