(٥٩ م) وهذا الموضوع والمعنى أشار له العلامة الشيخ عمر بن محمد النَّسَفي (ت ٥٣٧ هـ) رحمه الله، وذكره في عقائده النسفية بقوله ردًا على المعتزلة: "وما هو الأصلحُ للْعبد فليس ذلك بواجب على الله". وقال فيه العلامة الشيخ برهان الدين إبراهيم بن هارون اللقاني رحمه الله (ت ١٠٤١) في منظومته جوهرة التوحيد، ردًا على المعتزلة أيضا فإن يُثِبْنا فَبمحض الفضْل ... وإن يعَذِبْ فبمحْض العدْل وقَولهم إن الصلَاح واجبٌ ... عليه، زُورٌ، ما عليه واجِبُ ألم يَرَوا إيلَامَهُ الأطْفالا ... وشِبْهَهَا فَحَاذِرْ المحالا وقال فيه العلامة أبو البركات الشيخ أحمد الدردير، شارحُ مختصر الشيخ خليل، (ت ١٢٠١) رحمه الله في منظومته المسماة بالخريدة البهية في العَقائِدِ التوحيدية. ومن يقلْ: فعْلُ الصّلاح وجَبَا ... على الإلاهِ قد أساء الأدَبا (٦٠) أي فيكون هذا الدعاء معصية، كما قال القرافي رحمه الله: وقال ابن الشاط هنا: قد تقدم أن ما قاله في مثل ذلك صحيح. (٦١) زاد القِرافي هنا قوله: ولا يقتصر في نيته على مطلق الخير، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا سألتم الله فأعظِموا المسألة، فإن الله تعالى لا يتعاظمه شيء، واذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى"، فإن عريتْ نفس الداعى عن نية تعظيم المسألة مع القصد إلى الخير في الجملة فقد ذهب التحريم. وعقَّب ابن الشاط على هذا الكلام عند القرافي بقوله: ما قاله في ذلك صحيح، والله أعلم.