للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولْنَذْكر السحر ما هو فأقول:

قال الإِمام فخر الدين الرَّازى قدّس الله روحه: استحداثُ الحوارق، إن كان لمجرد النفس فهو السحر، وان كان على سبيل الاستعانة بالفلكياتِ فذلك دعوة الكواكب، وإن كان على سبيل تخرج القُوى السماوية بالقوى الأرضية فذلك الطلْسمات، وإن كان ذلك على سبيل اعتبار النِسَبْ الرياضية فذلك الحِيل الهندسية، وان كان على سبيل الاستعانة بالأرواح الساذجة فذلك العزيمة، فهذا ما للامام.

وقال شهاب الدين رحمه الله:

السِحر يقع على حقائق مختلفة (١٢٨)، وهي: السيمياء، والهيميا، وخواص الحقائق من الحيواناتِ وغيرها، والطلسمات، والأوفاق، والرُّقَى، والعزائم، والاستخدامات. (١٢٩)


= وهو لا يَعرف السحر، كما أفتى البعض بكفر بعض الطلبة واخراجه من المدرسة حين وجد عنده كُراسةً فيها آيات للمحبة والبغضة والتهييج، على اعتبار أنَ ذلك عملُ سِحرٍ، فهذا جهل عظيم، وإقدام على شريعة الله بجهل، وعلى عباده بالفساد من غير علم، فاحذر هذه الخطة الرديئة المهلكة عند الله، وستقف على الصواب إن شاء الله في الفرق ٢٤٢.
(١٢٨) هذا البحث هو موضوع الفرق الثاني والاربعين والمائتين بين قاعدة ما هو سِحْر يكفرُ به وبين قاعدة ما ليس كذلك. جـ ٤. ص ١٣٦.
(١٢٩) قال القرافي هنا: فهذهِ عَشْرُ حقائق:
الحقيقة الاولى السحر، وقد ورد القرآن العزيز بذمه، في قوله تعالى: "ولا يفلح الساحر حيث أتى". سورة طه. الآية ٦٩. وفي السُّنَّة أيضا لما عد عليه الصلاة والسلام الكبائر قال: والسحر، (وذلك في الحديث الصحيح: "اجتنبوا السبْع الموبقات") الخ.
غيرَ أنَّ الكتب الموضوعة في السحر وضح فيها هذا الاسم على ما هو كذلك: كفْر ومحرَّم، وعلى ما ليس كذلك، وكذلك السحرة يطلقون لفظ السحر على القسمين، فلابد من التعرض لبيان ذلك فنقول:
السحر ثلاثة أنواع، فهو اسم جنس يشتمل عليها:
النوع الأول: السيمياء ... إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>