للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النوع الثاني: أن تكون إفادته للمراد بسبب راجع إلى العقل مثل

قوله تعالى: (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ) ، حيث إن اللغة قد اقتضت طلب

السؤال من القرية، وهو غير ممكن عقلاً، بل المقصود هو طلب

السؤال من أهل القرية؛ لأن الأبنية لا يوجه إليها أسئلة.

وسمي ذلك بالمبين بنفسه - وإن كان متوقفاً على العقل - لتعين

المضمر من غير توقف.

ففي هذين النوعين كأن المتكلم أورد اللفظ مبينا واضحه مفهوما غير

محتاج إلى غيره مشتق من " متبين ".

القسم الثاني. المبين بغيره، وهو: الذي لا يستقل بإفادة معناه،

بل يفتقر إلى دليل يبينه من قول أو فعل، وذلك الدليل يسمى مبيِّنا

- بكسر الياء - وسيأتي الكلام عن هذا بالتفصيل إن شاء اللَّه في

المسألة التالية.

***

المسألة الرابعة: أقسام المبيِّن - بكسر الياء -:

المبيِّن - بكسر الياء - قد يكون قولاً، وقد يكون فعلاً من

الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقد يكون كتابة، وقد يكون تركا للفعل، وقد يكون سكوتاً، وقد يكون إشارة، وإليك بيان ذلك:

القسم الأول: البيان بالقول، ويُسمَّى: البيان بالكلام، وهو:

التلفظ صراحة بالمراد.

والدليل على أنه يحصل بالقول والكلام البيان: الوقوع؛ حيث

وقع ذلك في الشريعة، والأمثلة على ذلك كثيرة.

ومنها قوله تعالى: (إن اللَّه يأمركم أن تذبحوا بقرة) حيث إن