ومثل قولك: " إن جئتني أكرمتك "، فإنه علق الإكرام بالمجيء،
فهنا قد خصص الإكرام بالمجيء فقط، فلا فرق بين ذلك وبين أيِّ
مخصص، فلا فرق بين تلك العبارة وبين قولك: " لن أقوم
بإكرامك إلا إذا جئتني "، وهذا استثناء، وقولك: " لن أكرمك
حتى تأتيني "، وهذه غاية، وكقولك فى الصفة: " من أتاك
فأكر مه ".
وهناك تقسيمات أخرى للشروط قد ذكرتها في الحكم الوضعي في
الباب الثاني.
***
المسألة الثالثة: صيغ الشرط اللغوي:
لما كان الشرط اللغوي هو المهم في هذا الباب، وهو التخصيص
كان لا بد من بيان - باختصار - صيغ الشرط، وأصل الباب،
فأقول:
صيغ الشرط هي: " إن " المخففة، و " إذا "، و " من "، و "ما"
و" مهما "، و " حيثما "، و " أينما "، و " إذ ما "، وأم هذه
الصيغ: " إن " وقلنا ذلك لأمرين:
أولهما: أتها حرف، وما عداها أسماء، والأصل في إفادة
المعاني إنما هي الحروف.
ثانيهما: أنها تستعمل في جميع صور الشرط، بخلاف أخواتها،
فإن كل واحد منها تختص بمعنى لا يجري في غيره كقولهم: " من "
لمن يعقل، و " ما " لغير العاقل، و " أينما " للمكان، وهكذا.