الجواب الثاني: أن هذا غير منضبط في كل شيء، فقد قيد في
الوضوء بالمرافق، وأطلق بالتيمم، فلم نحمله عليه، فتقابلا.
الدليل الثاني: أن حمل المطلق على المقيد هو لغة العرب،
فالعرب تطلق الحكم في موضع، وتقيده في موضع آخر، فيحمل
المطلق على المقيد، وهذا له أمثلة كثيرة.
من ذلك: قوله تعالى: (والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات) ، فحمل لفظ " الحافظات "
و" الذاكرات " على " الحافظين " و " الذاكرين "، وقول الشاعر:
نحن بما عندنا وأنت بما ... عندك راض والرأي مختلف
والتقدير: ونحن بما عندنا راضون، فحمل المطلق على المقيد لغة
وغير ذلك من الأمثلة
جوابه:
يجاب عنه بجوابين:
الجواب الأول: أن جميع ما ذكروه حمل المطلق على المقيد
بدليل، والدليل في تلك الأمثلة هو: العطف؛ لأن حكم المعطوف
هو حكم المعطوف عليه.
وهو واضح في الآيتين وبيت الشعر.
الجواب الثاني: أن المطلق حمل على المقيد في تلك الأمثلة السابقة
لدليل، وهو: أن أحد الكلامين غير مستقل بنفسه، ولا يفيد فائدة
فحمل على الآخر لموضع الحاجة على حمل الكلام على فائدة.
المذهب الثالث: أنه لا يحمل المطلق على المقيد مطلقا، وهو قول
أكثر الحنفية، وبعض الشافعية، وكثير من الحنابلة.