للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جوابه:

يجاب عنه: بأن استدلالكم بتلك الآية على أن السكران مكلَّف

غير صحيح، لوجهين:

الوجه الأول: أنا لا نُسَلِّمُ بأن الآية خطاب للسكران، بل هي

خطاب للصحابة - رضي اللَّه عنهم - في ابتداء الإسلام قبل أن يحرم

الخمر، حيث إن الصحابة خوطبوا في حال الصحو بأن لا تقربوا

الصلاة وأنتم سكارى، وليس الخطاب موجَّه إليهم في حال السكر،

فقوله: (وأنتم سكارى) جملة حالية من قوله: (لا تقربوا) ،

فالسكر متعلق بقربان الصلاة، لا بخطاب اللَّه تعالى للمصلين.

والتقدير: أيها المؤمنون، لا تقربوا الصلاة وأنتم في حالة سكر

حتى لا يأتي عليكم وقت الصلاة وأنتم لا تعلمون ما تقولون فيها،

فتختلط عليكم صلاتكم نتيجة لتأثير الخمر عليكم، فكأنه قال:

"استمروا على الصحو حتى تدخلوا الصلاة وتفرغوا منها ".

قياساً على قولك - ناصحاً غيرك -: " لا تقرب التهجد وأنت

شبعان " أي: استمر على خفة البدن، ولا تشبع حتى إذا أتى وقت

التهجد تقوم به بكل خفة ونشاط.

فكذا هنا كأنه قال: " لا تقرب الصلاة وأنت سكران " أي:

استمر على الصحو، وعدم تناولك للمسكر حتى إذا أتى وقت

الصلاة تقوم بها وأنت تعلم ما تقول.

الوجه الثاني: سلمنا أن تلك الآية خطاب للسكران، لكن

السكران عندنا قسمان:

القسم الأول: سكران زال عقله كلياً، فهذا لا يفهم شيئاً.