القسم الثاني: سكران لم يزل عقله، بل هو في مبادئ الطرب
والنشاط، فهذا يفهم الخطاب.
فالآية خطاب للقسم الثاني، أي: خطاب لمن وجد منه مبادئ
النشاط والطرب، وما زال عقله موجوداً، قال أبو إسحاق في
"شرح اللمع ": " خطاب لمن شرب ولم يبلغ قدر السكر ".
بيان نوع الخلاف في تلك المسائل الست السابقة.
الخلاف في تكليف المجنون، والصبي، والغافل، والساهي،
والناسي، والنائم، والمغمى عليه، والسكران، والمعتوه، هذا
الخلاف لفظي لا ثمرة له؛ لأنه راجع إلى مقصد ومراد كل من
الطرفين المختلفين في كل مسألة.
فمن قال: إن هؤلاء غير مكلَّفين: أراد أنهم ليسوا مخاطبين ولا
مكلَّفين حال عدم فهمهم خطاب التكليف؛ لاستحالة ذلك وهم في
تلك الحالة.
ومن قال بأنهم مكلَّفون: أرادوا أنهم مكلَّفون حكماً، أي:
تجري عليهم أحكام المكلَّفين، ولكن هذا الجريان جاء من باب الحكم
الوضعي، لا من باب الحكم التكليفي، أي: من باب ربط
الأسباب بمسبباتها، وهذا متفق عليه، فلم يكن هناك خلاف حقيقي.
المسألة التاسعة: تكليف المكره:
قد يوجد شخص بالغ، وعاقل، ويفهم الخطاب، ولكنه أكره
على فعل محرم، أو ترك واجب، فهل يعاقب على فعل المحرم،
وعلى ترك الواجب؛