للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معناه: لم نك ممن يعتقد الصلاة، وإطعام الطعام - وهو الزكاة -

لتركهم المِلَّة والدخول في الإسلام، وعندنا يستحقون العقاب على

ترك ذلك.

جوابه:

يجاب عنه بجوابين:

الأول: هذا خلاف الظاهر؛ لأن الظاهر يقتضي تعلق العقاب

بترك نفس الصلاة دون اعتقادها؛ حيث إن اللفظ حقيقة في فعل

الصلاة، فمن حمل ذلك على الاعتقاد فقد عدل باللفظ عن الحقيقة

إلى المجاز، وهذا لا يجوز إلا بقرينة.

الجواب الثاني: أن العقوبة وجبت على ترك الاعتقاد بقوله تعالى:

(وكنا نكذب بيوم الدين) ، فلهذا يجب حمل الصلاة والإطعام

على مقتضاه الحقيقي، لئلا يكون هناك تكرار وإعادة.

الاعتراض الثالث: يحتمل أن معنى قوله تعالى: (لم نك من

المصلين) أي: لم نك من المؤمنين، لما روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "نهيت عن قتل المصلين " أي: المؤمنين.

جوابه:

يجاب عنه: بأن هذا محتمل، لكن الظاهر لا يترك إلا بدليل،

ولا دليل على أن المراد من المصلين: هم المؤمنون.

الاعتراض الرابع: سلمنا لكم أن التعذيب على ترك الصلاة،

فيجوز أن يكون قوله تعالى: (لم نك من المصلين) إخباراً عن قوم

كانوا أسلموا وارتدوا بعد إسلامهم، ولم يصلوا حال إسلامهم،

لأن قوله: (لم نك من المصلين) لا يفيد أنهم لم يصلوا في جميع

الزمان الماضي.